"أليكسا" و"يالو" يغرقان غزة ويشردان آلاف السكان

صورة

غمرت مياه الأمطار، مئات المنازل في غزة، وشردت آلاف السكان، في برد قارس لم تشهده فلسطين منذ أكثر من 140 عاما، جراء المنخفض الجوي "اليكسا"، الذي ضرب القطاع مساء الثلاثاء، قادما من روسيا ليمر بتركيا، وصولا إلى بلاد الشام، إضافة إلى المنخفض القطبي "يالو"، الذي وصل غزة مساء الخميس.

وأدى انقطاع الكهرباء، والنقص الحاد في الوقود إلى تراجع قدرة مضخات المياه على تصريف مياه الأمطار.

ويعاني قطاع غزة الذي يسكنه نحو مليوني شخص من أزمة حادة في الكهرباء، تفاقمت منذ 40 يوما نتيجة لتوقف المحطة الوحيدة لتوليد الكهرباء في غزة عن العمل، مما أدى إلى تراجع عدد ساعات تشغيل الكهرباء إلى 6 ساعات، يليها انقطاع لمدة 12 ساعة متواصلة، بعد أن كانت سابقا تعمل بنظام تشغيل كهرباء لمدة 8 ساعات، يليها انقطاع لمدة 8 ساعات.

ومع وصول المنخفضين القطبيين، تعطل المزيد من الخطوط الأخرى المزودة للكهرباء عن طريق إسرائيل ومصر، ليتراجع عدد ساعات التشغيل إلى أقل من 3 ساعات يوميا.

وقال الحاج عبد الجليل شعلان من أحد المناطق المنكوبة، وتحديدا في منطقة الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، إنه "خلال 30 دقيقة كانت المنازل قد غرقت بالكامل ولم يتمكن أي من سكان هذه المنازل من إنقاذ شيء من داخل المنزل سوى أهله، فيما لم يتمكن آخرون من الخروج وبقوا عالقين وسط مياه الصرف الصحي التي حاصرتهم من كل صوب".

وأضاف الحاج شعلان لـ "الإمارات اليوم"، وهو ينظر إلى منزله الغارق بمياه الصرف الصحي، "مضت حتى الآن 24 ساعة لم نتلق خلالها أي مساعدة في إنقاذ أموالنا وأثاثنا الغارق وانتقلنا جميعا من المنزل الذي يأويني أنا وأبنائي الـ 3 وعائلاتهم للمبيت عند أقارب لنا، ولا ندري حتى اللحظة متى يمكننا العودة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المنزل".

وفيما وجد الحاج شعلان، أقارب له لإيوائه هو وعائلته، لم تجد مئات الأسر الأخرى مكانا للمبيت فيه، مما اضطرها للجوء إلى مراكز إيواء مؤقتة تم فتحها في مدارس لاستيعاب هذه الأسر، وسط إمكانيات بسيطة من تبرعات من الأهالي للمتضررين.

وأوضحت الجهات الرسمية في غزة في بيان صحافي، أن هناك 433 أسرة في مراكز الإيواء، مكونة من 2234 شخصاً.

ولا تتوافر في القطاع سوى معدات بدائية للغاية وجهود محدودة لمساعدة المتضررين، حيث توجد قوارب بمجدافين لا تستطيع أن تحمل إلا عددا محدودا في محاولة لإنقاذ العالقين في المياه، فيما لم يتمكن كبار السن من النزول من على الأسطح لركوب هذه القوارب وباتوا محاصرين.

تويتر