مقتل 15 مدنياً في غارات لقوات النظام على محافظة إدلب

مركبات تسير على الطريق بين حمص وحماة عقب إعادة فتح طريق الرستن. رويترز

قتل 15 مدنياً على الأقل، أمس، جراء غارات نفذتها قوات النظام على محافظة إدلب في شمال غرب سورية، رداً على هجوم شنته هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على بلدتين مواليتين لها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما نفى الرئيس السوري بشار الأسد وجود إملاء روسي في الشؤون السورية، مؤكداً أن حكومته تعمل بشكل مستقل عن حلفائها الروس والإيرانيين، بحسب مقابلة أجرتها معه صحيفة بريطانية ونشرت أمس.

وفي التفاصيل، انتقد الأسد في مقابلة مطولة أجراها مع صحيفة «ميل أون صنداي»، العمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا «الاستعمارية» في سورية، فيما أثنى على الدعم الروسي.

وقال الأسد للصحيفة «لدينا علاقات جيدة مع روسيا منذ نحو سبعة عقود وعلى مدى هذه الفترة، وفي كل علاقاتنا لم يحدث أن تدخلوا أو حاولوا أن يملوا علينا شيئاً، حتى لو كانت هناك اختلافات».

وأقر الأسد بحدوث خلافات بين حكومته وروسيا وإيران خلال النزاع الذي دام لسبعة أعوام. وقال إن «هذا طبيعي جداً، لكن في المحصلة، فإن القرار الوحيد حول ما يحدث في سورية وما سيحدث هو قرار سوري، لا ينبغي أن يشك أحد في هذا».

وحذرت إسرائيل العدو الإقليمي لإيران، مراراً من أنها لن تقبل وجوداً إيرانياً راسخاً في سورية.

ونسبت لإسرائيل ضربات عدة استهدفت مواقع حكومية سورية خلال السنوات الماضية، وأعلن الشهر الماضي عن شن ضربات غير مسبوقة على مواقع قيل إنها تدار من قبل طهران في سورية.

ونفى الأسد أن تكون موسكو على علم مسبق بهذه الضربات رغم التعاون الوثيق بين إسرائيل وروسيا. وقال في مقابلته مع الصحيفة «لا، هذا غير صحيح بالتأكيد».

وأوضح أن «روسيا لم تقم إطلاقاً بالتنسيق مع أي جهة ضد سورية سواء سياسياً أو عسكرياً، فهذا تناقض».

وأضاف «كيف يمكنهم مساعدة الجيش السوري في تحقيق التقدم وفي الوقت نفسه يعملون مع أعدائنا على تدمير جيشنا؟».

وهاجم الأسد التدخلات الأميركية والبريطانية لافتاً إلى أنها «تنتهك سيادة سورية».

واعتبر أن الغرب يمارس «سياسة استعمارية، وهي ليست جديدة».

وأكد الأسد أن بلاده أوقفت تبادل المعلومات الاستخبارية مع الدول الأوروبية. وقال «يريدون تبادل المعلومات رغم أن حكوماتهم تقف سياسياً ضد حكومتنا، وبالتالي قلنا لهم، عندما تكون لديكم مظلة سياسية لهذا التعاون، أو لنقل عندما تغيرون موقفكم السياسي سنكون مستعدين».

وأضاف «أما الآن فليس هناك تعاون مع أي أجهزة استخبارات أوروبية، بما في ذلك الأجهزة البريطانية». وأكدت الصحيفة أن هذه المقابلة هي الأولى التي يجريها الأسد مع صحافية بريطانية منذ عام 2015. ونشر نص المقابلة بالكامل في وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

يأتي ذلك، في وقت قتل 15 مدنياً على الأقل جراء غارات نفذتها قوات النظام على محافظة إدلب في شمال غرب سورية، وأحصى المرصد مقتل «15 مدنياً بينهم سبعة أطفال في غارات لقوات النظام على بلدات عدة» مجاورة لبلدتي الفوعة وكفريا ذات الأغلبية الشيعية في ريف إدلب الشمالي.

وقتل 10 من الضحايا وفق المرصد، في غارات استهدفت بلدة تفتناز، وأدت كذلك الى خروج مستشفى للأطفال قريب من الموقع المستهدف من الخدمة جراء تضرره.

وطالت الغارات المستمرة بلدات عدة في إدلب، بينها بنش ورام حمدان، فضلاً عن نقاط تمركز مقاتلي «تحرير الشام» عند خطوط التماس. وتنفذ قوات النظام هذه الغارات، وفق ما أوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، «رداً على هجوم نفذته هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها في وقت متأخر أول من أمس على بلدتي الفوعة وكفريا» ذات الأغلبية الشيعية والمواليتين لقوات النظام.

تويتر