«قسد» تستأنف المعارك ضد «داعش» شرق سورية

مقاتلون يغادرون مخيم اليرموك جنوب دمشق.. ويطلقون 42 أسيراً

طفلان أسيران لدى المسلحين ينظران من خلال نافذة حافلة عقب إطلاق سراحهما مع عائلتهما. من المصدر

وصل العشرات من مقاتلي «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً)، من مخيم اليرموك إلى شمال سورية، أمس، بموجب اتفاق أعلنته دمشق، يتضمن بشكل موازٍ إجلاء حالات حرجة من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام والمحاصرتين في إدلب، فيما تسلمت القوات السورية 42 أسيراً لدى المعارضة. في حين أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) بدء المرحلة الأخيرة من «عاصفة الجزيرة»، لتحرير ريف دير الزور شرق سورية من تنظيم «داعش»، بعد توقف دام أشهراً، بسبب عملية «غصن الزيتون» التركية في منطقة عفرين بريف حلب.


23 مدنياً، بينهم 10 أطفال، قتلوا

بغارات استهدفت قرية القصر، الخاضعة

لسيطرة «داعش» في ريف الحسكة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن عشرات الرهائن، الذين كانوا محتجزين لدى متشددين في شمال سورية وصلوا إلى خطوط الجيش، أمس، في بدء تنفيذ اتفاق يقضي بخروج المقاتلين من جيب مخيم اليرموك جنوب دمشق.

وقالت إنه جرى تحرير 42 شخصاً، في أول خطوة من الاتفاق، ووصلوا إلى منطقة خاضعة لسيطرة الحكومةن عند معبر قريب من مدينة حلب.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي مباشرة نساء وأطفالاً ورجالاً، بينهم بعض الجنود يبكون ويحتضنون بعضهم بعضاً في الحافلة. واختطف متشددون هؤلاء الأشخاص من قرية اشتبرق في ريف إدلب، عند اجتياحهم المحافظة قبل ثلاثة أعوام.

وتمت عملية التبادل عند منطقة العيس، في ريف حلب الجنوبي، تنفيذاً للمرحلة الاولى من الاتفاق.

وينص الاتفاق على سماح الحكومة السورية بإخراج المئات من مقاتلي «هيئة تحرير الشام»، من جيب صغير تحت سيطرتهم في مخيم اليرموك في جنوب دمشق، مقابل إطلاق الهيئة سراح «نحو 5000» شخص من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، اللتين تحاصرهما في إدلب منذ عام 2015.

ووصل إلى منطقة العيس، صباح أمس، وفق قيادي محلي في هيئة تحرير الشام 107 مقاتلين، مع 33 فرداً من عائلاتهم من نساء وأطفال، في طريقهم إلى إدلب.

وأوردت «سانا» وصول «خمس حالات إنسانية من بلدتي كفريا والفوعة إلى معبر العيس جنوب مدينة حلب، بالتوازي مع إخراج نحو 200 من الإرهابيين وعائلاتهم باتجاه ريف إدلب»، في إطار «تنفيذ المرحلة الأولى» من الاتفاق الذي سيجري على مرحلتين.

تأتي عملية التبادل هذه في وقت تواصل فيه قوات النظام عملياتها ضد تنظيم «داعش»، الذي يسيطر بشكل رئيس على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وحي الحجر الأسود.

وتأتي العملية العسكرية الحالية في جنوب دمشق، في إطار سعي قوات النظام لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها، بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق.

من ناحية أخرى، أعلنت «قوات سورية الديمقراطية»، المؤلفة من تحالف فصائل كردية وعربية، أمس، استئناف المعركة للسيطرة على آخر منطقة تحت سيطرة تنظيم «داعش» في شرق البلاد، بالقرب من الحدود مع العراق. وقال رئيس مجلس دير الزور العسكري، أحمد أبوخولة، في مؤتمر صحافي بريف دير الزور الشرقي: «نعلن لشعبنا أن قواتنا، وبمشاركة من قوات التحالف الدولي بدأت المرحلة النهائية من حملة عاصفة الجزيرة، وستقوم قواتنا البطلة بتحرير هذه المناطق وتأمين الحدود العراقية السورية، وإنهاء وجود (داعش) في شرق سورية مرة واحدة وإلى الأبد، نحن نرحب بدعم القوات العراقية عبر الحدود وشركائنا في التحالف الدولي».

وأضاف «قواتنا في مجلس دير الزور العسكري، التي هي جزء من قوات سورية الديمقراطية، مصممة على إكمال حملة عاصفة الجزيرة، للقضاء على (داعش) نيابة عن الشعب السوري والعالم، حيث يحتفظ (داعش) بوجود كبير بالقرب من الحدود العراقية، التي تسعى من خلالها إلى الاحتفاظ بملاذ آمن للتخطيط لهجمات في جميع أنحاء العالم، وتوسيع أراضيها في سورية والعراق».

من جهتها، قالت المتحدثة باسم «قوات سورية الديمقراطية» في محافظة دير الزور، ليلوى العبدالله، «لقد أعدنا ترتيب صفوفنا».

وأكدت أن هجمات متشددي «داعش» زادت في المنطقة، خلال الأسابيع الماضية، في مسعى إلى إعادة تنظيم صفوفهم.

وكان وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، قال الأسبوع الماضي إنه يتوقع «تجدد» جهود قتال المتشددين في شرق سورية قريباً. ويحتفظ التنظيم المتطرف بسيطرته على جيوب تضم نحو 30 قرية وبلدة في شرق سورية، بعد خسارته خلال الأشهر الأخيرة مساحات واسعة من سيطرته في محافظة دير الزور، الغنية بالنفط، والحدودية مع العراق.

إلى ذلك، قتل 23 مدنياً على الأقل، بينهم 10 أطفال، أمس، جراء غارات استهدفت قرية القصر الوقعة تحت سيطرة «داعش» في ريف الحسكة شمال شرق سورية قرب الحدود مع العراق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ولم يتمكن المرصد، وفق ما قال مديره رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، «من تحديد ما إذا كانت الطائرات التي نفذت الغارات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركية، أم للقوات العراقية». ومن بين القتلى، وبعضهم نازحون عراقيون وفق المرصد، ست نساء على الأقل، وعدد من كبار السن.

تويتر