الجهات المانحة لسورية تتعهد بتقديم 4.4 مليارات دولار عام 2018

قوات النظام تستعيد السيطرة على منطقة القلمون الشرقي قرب دمشق

الاتحاد الأوروبي دعا خلال مؤتمر المانحين في بروكسل روسيا وإيران إلى الضغط على سورية للدخول في محادثات. إي.بي.إيه

سيطرت قوات النظام السوري، أمس، بالكامل على منطقة القلمون الشرقي مع إجلاء آخر دفعة من مقاتلي المعارضة منها، في وقت تواصل هجومها العنيف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، آخر معقل لتنظيم «داعش» في جنوب العاصمة. في حين أعلنت الأمم المتحدة، أن الجهات المانحة لسورية جمعت خلال مؤتمرها في بروكسل تعهدات بمستوى 4.4 مليارات دولار من المساعدات لعام 2018.

وأعلنت قوات النظام السوري سيطرتها بالكامل على منطقة القلمون الشرقي مع إجلاء آخر دفعة من مقاتلي المعارضة منها.

واستعادت قوات النظام رسمياً السيطرة على منطقة القلمون الشرقي في شمال شرق العاصمة، بعد 11 يوماً من استعادة السيطرة على الغوطة الشرقية، آخر معقل سابق للفصائل المعارضة قرب دمشق.

وأفاد التلفزيون السوري، أمس، بـ«انتهاء عمليات إخراج الإرهابيين مع عائلاتهم من بلدات القلمون الشرقي لتصبح المنطقة خالية من الإرهاب».

وقال إن قوى الأمن الداخلي دخلت إلى الرحيبة وجيرود، حيث رُفع العلم السوري في الساحة الرئيسة.

ومنذ السبت الماضي، نقلت عشرات الحافلات آلاف المقاتلين مع عائلاتهم من الرحيبة وجيرود والناصرية إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الشمال السوري.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عدداً كبيراً من هذه الحافلات وصل إلى منطقة عفرين في شمال غرب سورية، الخاضعة لسيطرة فصائل سورية معارضة مدعومة من تركيا بعد طرد «وحدات حماية الشعب» الكردية منها.

وقالت مصادر في المعارضة لـ«فرانس برس» إن المقاتلين وعائلاتهم الذين تم إجلاؤهم من القلمون الشرقي أقاموا في مخيم للنازحين ببلدة جنديرس، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التركية.

وفي يناير، شنّت تركيا عملية عسكرية ضد مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين انتهت بطردهم من المدينة في 18 مارس، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف معظمهم أكراد.

واتهمت «وحدات حماية الشعب» الكردية والمسؤولون الأكراد أنقرة بالقيام بتغيير ديموغرافي في المنطقة، الأمر الذي تنفيه الحكومة التركية.

ومنذ بدء النزاع السوري عام 2011، بقيت العاصمة تحت سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد. وفي الأسابيع الأخيرة، أحكمت القوات الحكومية قبضتها على المناطق المحاذية لدمشق سواء عبر اتفاقات إجلاء أو عمليات عسكرية.

وغالباً ما يستخدم النظام السوري الذي تدعمه حليفته روسيا الاستراتيجية نفسها ضد المقاتلين: يفرض حصاراً لأسابيع ويشنّ قصفاً عنيفاً لدفع المقاتلين إلى الموافقة على اتفاقات إجلاء من المناطق حيث هم نحو شمال البلاد.

وفي جنوب العاصمة، رفض تنظيم «داعش» إجلاء مقاتليه وفق المرصد، ما أدى الى شنّ قوات النظام حملة قصف عنيفة على آخر معقل للتنظيم في جنوب العاصمة يضمّ مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والأحياء المحاذية له، وهي الحجر الأسود والقدم والتضامن.

ومنذ 19 أبريل، تشنّ القوات السورية قصفاً جوياً ومدفعياً ليلاً ونهاراً على مخيم اليرموك، ويردّ المتطرفون بقصف مدفعي وصاروخي على الأحياء الموالية للنظام في حين تدور معارك بين الطرفين على الأرض.

وبحسب المرصد، هناك نحو 1000 مقاتل متطرف في آخر معقل لتنظيم «داعش»، وسقوطه سيسمح للنظام بالسيطرة على كامل العاصمة ومحيطها للمرة الأولى منذ 2012.

ومنذ الخميس، قُتل 61 عنصراً من قوات النظام وحلفائه و49 عنصراً من التنظيم، إضافة الى 19 مدنياً، بحسب حصيلة جديدة أعلنها المرصد السوري.

ويُعد اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في سورية، وكان يؤوي قبل الحرب 160 ألف شخص بينهم سوريون، بحسب وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «أونروا».

وأعربت «أونروا» الأسبوع الماضي عن «قلقها الشديد إزاء مصير المدنيين» في اليرموك، وقدرت وجود نحو 6000 لاجئ فلسطيني داخله.

وأوضح المفوض العام لـ«أونروا» بيير كراهينبول من بروكسل، حيث عقد مؤتمر الجهات المانحة لسورية، أنه بعد سنوات من الحصار الخانق والقتال، «لم يبق في الأشهر الأخيرة الا 6000 أو 7000 (شخص) في اليرموك، ويبدو أن معظمهم فروا إلى أحياء مجاورة، خصوصاً الى يلدا» في ريف دمشق.

واعتبر كراهينبول أن اليرموك «يرمز الى حجم معاناة ملايين السوريين ومئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين». وأضاف أن السوريين عاشوا «صدمات لا يمكن وصفها»، وأن «اللاجئين الفلسطينيين في سورية (يعيشون) للمرة الثانية في تاريخهم صدمة النزوح».

إلى ذلك، أعلن مسؤول الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأمم المتحدة مارك لوكوك، أمس، أن الجهات المانحة لسورية جمعت خلال مؤتمرها في بروكسل تعهدات بمستوى 4.4 مليارات دولار من المساعدات لعام 2018.

وقال في مؤتمر صحافي: «إنها بداية جيدة، حتى لو أننا كنا نتمنى المزيد»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة التي تعد من كبار المانحين لم تحدد بعد قيمة التزامها. وأضاف: «سيترتب علينا القيام بخيارات».

وكان منظمو المؤتمر يأملون في جمع تسعة مليارات دولار للعام 2018، وقدرت الأمم المتحدة حاجاتها بـ3.5 مليارات دولار للمساعدات الإنسانية في سورية، و5.6 مليارات دولار لمساعدة اللاجئين في دول الجوار.

وقال المسؤول: «إن المبالغ التي قُطعت وعود بها ليست ضئيلة، وسنحصل على وعود إضافية بحلول نهاية السنة».

وقطعت بلدان مثل ألمانيا وفرنسا تعهدات لسنوات. وأوضح لوكوك بهذا الصدد أن «الوعود لسنة 2019 وما يليها تبلغ 3.4 مليارات دولار».

في السياق، دعا الاتحاد الأوروبي روسيا وإيران، أمس، إلى الضغط على سورية للدخول في محادثات لإنهاء الحرب الدامية.

وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن موسكو وطهران، الحليفتين الرئيستين لنظام الأسد، عليهما واجب المساعدة في وقف الحرب التي دخلت عامها الثامن.

وقالت موغيريني لدى وصولها إلى اجتماع دول المانحين في بروكسل «نريد من روسيا وإيران بشكل خاص ممارسة الضغوط على دمشق لتقبل بالجلوس على الطاولة تحت رعاية الأمم المتحدة».

وأضافت: «نعتقد أن السلام الوحيد الدائم الذي يمكن أن يكون في سورية يجب أن يرتبط بعملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة».

تويتر