تركيا وروسيا وإيران تؤكّد العمل من أجل «وقف دائم لإطلاق النار» في سورية

دول غربية تتوعّد بمحاسبة الأسد على الهجوم الكيماوي في خان شيخون

عائلات نازحة عند نقطة تفتيش لقوات النظام عند معبر أبوالضهور خلال عودتهم من مناطق المعارضة إلى قراهم في إدلب. أ.ف.ب

توعدت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، أمس، بمحاسبة الرئيس السوري بشار الأسد، بعد عام من الهجوم بغاز السارين في بلدة خان شيخون المنسوب إلى نظام الأسد. في حين تعهدت تركيا وروسيا وإيران بالتعاون، من أجل التوصل إلى «وقف دائم لإطلاق النار» في سورية.

ودانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا روسيا، لعدم تجريدها حليفها السوري من ترسانته من الأسلحة الكيماوية، وتوعدت بمحاسبة بمحاسبة الأسد على الهجوم الكيماوي في خان شيخون.

وقال وزراء الخارجية: البريطاني بوريس جونسون، والفرنسي جان إيف لودريان، والألماني هايكو ماس، ومساعد وزير الخارجية الأميركي جون ساليفان، في بيان مشترك: «ندين استخدام الأسلحة الكيماوية، من أيٍّ كان، وفي أي مكان». وأضافوا «نتعهد محاسبة كل المسؤولين. لن تتوقف جهودنا من أجل تحقيق العدالة لضحايا هذه الهجمات البغيضة في سورية».

وفي الرابع من أبريل عام 2017، استهدفت غارة جوية خان شيخون، في محافظة إدلب الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل مقاتلة.

وأفاد تقرير للجنة تابعة للأمم المتحدة بأن سكان البلدة عانوا أعراضاً مماثلة لتلك التي تظهر لدى ضحايا هجوم كيماوي، وقضى أكثر من 80 منهم. وليل السادس إلى السابع من أبريل، قصفت الولايات المتحدة بـ59 صاروخاً موجهاً من طراز توماهوك، مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص بوسط سورية.

ونفى الرئيس السوري إصدار أمر بالهجوم، فيما دافعت روسيا عن النظام السوري أمام الأمم المتحدة.

وقال وزراء الخارجية إن «روسيا تعهدت، في 2013، بضمان تخلي سورية عن أسلحتها الكيماوية، ومذّاك خلص محققون دوليون مكلفون من قبل مجلس الأمن في الأمم المتحدة إلى مسؤولية نظام الأسد عن استخدام الغاز السام، في أربع هجمات مختلفة».

وأضافوا «بدلاً من تنفيذ تعهدها، كان رد فعل روسيا استخدام حق النقض في مجلس الأمن، لوقف التحقيق».

وأكدوا أن «أي استخدام من هذا النوع، يشكل انتهاكاً واضحاً لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، ويقوض بشكل خطر النظام الدولي».

من ناحية أخرى، تعهد الرؤساء: التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، أمس، خلال قمة في أنقرة، بالتعاون من أجل التوصل إلى «وقف دائم لإطلاق النار» في سورية، بحسب بيان صدر إثر القمة.

وكرر أردوغان وبوتين وروحاني «عزمهم على التعاون الكثيف في سورية، بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين أطراف النزاع»، وفق البيان.

وأكدوا أيضاً عزمهم «على تسريع جهودهم، لضمان الهدوء على الأرض، وحماية المدنيين في مناطق خفض التوتر، وتسهيل الوصول السريع للمساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق».

ورعت موسكو وطهران اللتان تدعمان دمشق، وأنقرة التي تدعم مقاتلي المعارضة، عملية أستانة التي أتاحت خصوصاً إعلان أربع مناطق لخفض التوتر، بهدف الحد من المواجهات في سورية.

وقال الرئيس التركي إن وحدة أراضي سورية تعتمد على البعد عن جميع المنظمات الإرهابية، في إشارة إلى الدعم الأميركي لمسلحين أكراد سوريين، تعتبرهم تركيا أعداء لها. وأضاف أن الأمل في النجاح يزداد قوة. إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أمس، أنها نفذت أولى مهماتها الإنسانية في الرقة، منذ طرد تنظيم «داعش» من المدينة، محذرة من أن المدنيين العائدين يواجهون أخطاراً هائلة. وقال رئيس مجموعة الأمم المتحدة للعمل الإنساني في سورية، يان إيغلاند، في مؤتمر صحافي بجنيف، إن المدينة التي سيطر عليها التنظيم في 2014، مليئة بالعبوات غير المنفجرة.

وأضاف بعد تسلمه تقريراً عن جولة البعثة الإنسانية، التي أجريت في الأيام الأخيرة «لاتزال المنازل مليئة بالعبوات والقنابل. لايزال الأطفال عرضة للتشويه والقتل».

وعاد نحو 100 ألف شخص إلى الرقة، بعد أن طردت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، «داعش» من المدينة في أكتوبر 2017.

وقال إيغلاند إن 100 ألف نازح آخرين، ينتظرون بالقرب من المدينة، ويريدون أن يعودوا إلى الرقة.

وما يضاعف مخاطر العودة الغياب شبه الكلي للخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والكهرباء والرعاية الصحية. وأضاف إيغلاند «من غير المعقول أن تكون هناك مدينة، تضم 100 ألف شخص، دون خدمات عامة»، مضيفاً «ليست هناك شرطة بالمعنى الحقيقي (أو) قانون ونظام». وتخلل المعارك ضد التنظيم، في الرقة، قصف عنيف لمقاتلات التحالف، أدى إلى تدمير الجزء الأكبر من المدينة.

وقال إيغلاند إن مدى الدمار، الذي عاينه فريق الأمم المتحدة، يطرح مجدداً تساؤلات حول «ما إذا كان ضرورياً تدمير (الرقة) بالكامل لتحريرها». وتتولى مجموعات محلية من المجتمع المدني أعمال الإغاثة في الرقة، إلا أن إيغلاند أعلن أن الأمم المتحدة ستباشر قريباً عملياتها الإنسانية في المدينة.

وفي باريس، أكد قصر الإليزيه، عقب اتصال بين الرئيسين إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب، أمس، «تصميم» باريس، وواشنطن على «مواصلة عملهما ضمن التحالف الدولي»، ضد المتطرفين في العراق وسورية. وقال، في بيان، إن الهدف المشترك هو «القتال حتى النهاية» ضد تنظيم «داعش» المتطرف «المنظمة الإرهابية، التي تمثل تهديداً للاستقرار الإقليمي ومصالحنا الأمنية». وأضاف بعد المحادثة الهاتفية «لا شيء ينبغي أن يصرفنا عن هدف منع عودة (داعش) إلى المنطقة، والتحرك نحو عملية انتقال سياسي شاملة في سورية».

تويتر