أنقرة تطلب من برلين تسليم صالح مسلم

مقتل 19 مدنياً في قصف تركي على عفرين

طفل كردي أصيب بجروح خطرة يتلقى العلاج في مستشفى عفرين. أ.ف.ب

قتل 19 مدنياً، أمس، في قصف جوي تركي، استهدف بلدة في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سورية، والتي تشهد هجوماً تشنه أنقرة وفصائل سورية موالية لها. في حين طلبت أنقرة من برلين تسليم القيادي الكردي السوري صالح مسلم.

القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها

باتت على أطراف بلدة جنديريس.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الطائرات الحربية التركية استهدفت بضربات جوية مكثفة، منذ فجر أمس، بلدة جنديريس ومحيطها، التي تسعى القوات التركية للتقدم باتجاهها في جنوب غرب منطقة عفرين.

وأسفرت الغارات عن «مقتل 19 مواطناً، بينهم طفلان، وأصيب آخرون بجروح»، بحسب المرصد، الذي أفاد بأن الحصيلة مرشحة للارتفاع، بسبب وجود جرحى بحالات خطرة ومفقودين.

وباتت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها على أطراف بلدة جنديريس، بعدما تمكنت منذ بدء هجومها في 20 يناير من السيطرة على كامل المنطقة الحدودية بين عفرين وتركيا.

ومع سقوط المزيد من الضحايا، ارتفعت حصيلة القتلى جراء الهجوم التركي إلى 165 مدنياً، بينهم 29 طفلاً، وفق حصيلة للمرصد السوري.

في السياق، وجهت تركيا إلى ألمانيا طلباً رسمياً لتوقيف القيادي الكردي السوري صالح مسلم وتسليمه، بعد أيام من توقيفه الوجيز في الجمهورية التشيكية بناء على طلب أنقرة.

وقالت وكالة «أنباء الأناضول» التركية الرسمية، إن طلب «توقيف وتسليم» مسلم، أرسل إلى ألمانيا التي توجه إليها الأخير بعدما أفرجت عنه السلطات التشيكية.

وأوضحت الوكالة أن طلب السلطات التركية يأتي على خلفية اعتداء بسيارة مفخخة، أسفر عن 36 قتيلاً في أنقرة في مارس 2016، وأعلن ناشطون أكراد مسؤوليتهم عنه. وكانت محكمة تركية طلبت، الأسبوع الماضي، توقيف مسلم، لتورطه المفترض في ذلك الهجوم.

وكان مسلم، أحد رئيسي حزب الاتحاد الديمقراطي حتى العام الماضي، الذي تصفه تركيا بأنه «يقود مجموعة إرهابية»، اعتقل في 24 فبراير في براغ، حيث كان يشارك في اجتماع.

وسارعت تركيا إلى طلب تسليمه، لكن براغ أفرجت عنه بعد ثلاثة أيام، «ووعدت» في الآن نفسه بألا يغادر أراضي الاتحاد الأوروبي. وأغضب إفراج براغ عنه السلطات التركية، التي وصفت هذا القرار بأنه «فضيحة» و«غير مقبول».

ثم شوهد مسلم السبت الماضي في برلين خلال تظاهرة احتجاج على الهجوم، الذي تشنه تركيا على «وحدات حماية الشعب» الكردية، الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي، في عفرين.

وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي و«وحدات حماية الشعب» امتداداً في سورية لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة «إرهابية».

وأظهر شريط فيديو وضعه حزب الاتحاد الديمقراطي على «فيس بوك» مسلم يلقي خطاباً في التظاهرة، وقال «نؤمن بالقضاة في أوروبا. إن ألاعيب تركيا لن تنجح أبداً في أوروبا. أنا الآن حر، وسأكون حراً حتى نحقق الانتصار في عفرين وفي سورية».

تويتر