تنظيم «داعش» ينسحب بالكامل من محافظة حلب

فرنسا وألمانيا تؤكدان تقرير «الكيماوي» في هجوم خان شيخون السورية.. وروسيا تشكّك

سوري يحمل طفلة توفيت نتيجة الغاز في الهجوم على بلدة خان شيخون. أرشيفية - رويترز

أكدت فرنسا، أمس، أن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بأن غاز السارين للأعصاب استخدم في هجوم بلدة خان شيخون في سورية، أبريل الماضي، «واضح لا لبس فيه»، ولا يقبل الجدل، وفي حين طالبت الحكومة الألمانية بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم بالغاز على البلدة، شكّكت روسيا في التقرير قائلة إنه استند إلى «بيانات مشكوك في أمرها». على صعيد آخر انسحب تنظيم «داعش» من آخر منطقة في محافظة حلب، في ضربة جديدة له، بعد أن خسر معقله في العراق بالموصل وبات محاصراً بمدينة الرقة السورية.

وتفصيلاً، قالت الخارجية الفرنسية في بيان أمس، إن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بأن غاز السارين للأعصاب استخدم في الهجوم على بلدة خان شيخون بإدلب السورية، خلال أبريل الماضي، «واضح لا لبس فيه»، ولا يقبل الجدل، وإن على أعضاء المنظمة أن يتحركوا بحسم بشأن هذه النتائج. وأضافت الخارجية «على منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وأعضائها تحمل مسؤوليتهم، والتنديد بأشد العبارات الممكنة بهذا الانتهاك غير المقبول لنظام حظر الانتشار».

من جانبها، طالبت الحكومة الألمانية بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم بغاز السارين في بلدة خان شيخون بإدلب، الذي راح ضحيته عشرات الأشخاص في أبريل الماضي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر، أمس، في برلين، إنه من المهم الآن أن يجري بسرعة تحديد مرتكبي هذا الهجوم، الذي استخدم فيه غاز السارين السام، وتقديمهم للمحاكمة.

وأضاف أن الحكومة الألمانية تنتظر أيضاً من روسيا والصين الاستعداد للاهتمام بهذا الأمر، ومحاسبة المسؤولين عنه «بطريقة مناسبة»، حال ثبتت إدانتهم دون أدنى شك في يوم ما.

وذكر شيفر أن فريق التحقيق التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيبدأ الآن التحقيق مع المسؤولين المشتبه فيهم.

وخلافاً لذلك، أعلنت الخارجية الروسية أمس، أن تقرير خبراء المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، الذي أكد استخدام غاز السارين في هجوم خان شيخون، استند إلى «بيانات مشكوك في أمرها».

وأكدت الوزارة في بيانها «يجب أن نشير إلى أن خلاصات (التقرير) مازالت تستند إلى بيانات مشكوك في أمرها»، مضيفة ان «ليس مفاجئاً أن يأتي مضمون التقرير.. منحازاً من نواحٍ كثيرة، ما يوحي بوجود دافع سياسي ضمن أنشطة هذه المنظمة».

وخلصت بعثة تحقيق للمنظمة إلى أن «عدداً كبيراً من الأشخاص، بينهم أشخاص ماتوا، تعرضوا للسارين أو لمنتج من نوع السارين»، في التقرير السري للمنظمة.

وسيشكل التقرير أساساً للجنة مشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية للتحقق مما إذا كانت القوات السورية فعلاً مسؤولة عن هذا الهجوم الكيماوي على خان شيخون.

على صعيد آخر، انسحب تنظيم «داعش» بالكامل أمس، من محافظة حلب، مع تقدم قوات النظام في المنطقة الواقعة في جنوب شرق المحافظة، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويشكل انسحاب التنظيم من هذه المحافظة التي كان يعد القوة الرئيسة فيها قبل نحو ثلاث سنوات، ضربة جديدة للإرهابيين، الذين تتقلص مناطق سيطرتهم تدريجياً وتتضاءل مواردهم المالية.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «انسحب تنظيم داعش من 17 قرية وبلدة في جنوب شرق حلب، ليصبح بذلك خارج المحافظة، بعد أربعة أعوام على وجوده فيها».

وجاء انسحاب التنظيم وفق المرصد، بعد تقدم قوات النظام السوري مساء الخميس، على جبهتين من جهة حماة (وسط) والرقة (شمال)، والتقائها على طريق استراتيجي يربط المحافظتين مروراً عبر حلب.

وأكد مصدر عسكري سوري في ريف حلب أن «تنظيم داعش انسحب من ريف حلب باتجاه أرياف حماة والرقة»، لافتاً إلى أن «العملية العسكرية مستمرة، والجيش السوري يعمل على تنظيف الأمتار الأخيرة».

وفي وقت لاحق، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلاً عن مصدر عسكري، بأن الجيش أحكم سيطرته «على كامل المنطقة الممتدة من الرصافة في ريف الرقة الجنوبي حتى بلدة أثريا في ريف حماة الشرقي»، مشيراً إلى استعداد وحدات الجيش لدخول ريف حلب الجنوبي الشرقي، «بعد فرار الإرهابيين منها».

تويتر