"شينكولوبوي".. اليورانيوم الأفريقي الذي استخدمته أميركا لتدمير هيروشيما وناجازاكي

مشهد مرعب للقنبلة التي ألقيت على هيروشيما وصنعت من يورانيوم أفريقي. أرشيفية

 

ظل دور الكونغو في صنع القنبلتين اللتان ألقيتا على المدينتان اليابانيتان، هيروشيما وناجازاكي، سراً لعقود، لكن إرث تورطها لا يزال محسوسا إلى اليوم. وفي ذلك تقول المؤرخة في معهد المملكة المتحدة لدراسات الكومنولث، سوزان ويليامز، "إن كلمة شينكولوبوي تملأني بالحزن والأسى،" مضيفة، "إنها ليست كلمة سعيدة، وهي كلمة أربطها بالحزن والمعاناة الفظيعين."

قليل من الناس يعرفون بالأمر، أو حتى أين يوجد هذا المكان. لكن شينكولوبوي هو ذلك المنجم الصغير المنسي، في مقاطعة كاتانغا الجنوبية، بجمهورية الكونغو الديمقراطية، والذي لعب دوراً رئيسياً في أحد أكثر الأحداث عنفاً وتدميراً في التاريخ. لقد كان مصدر المادة الأولية لصناعة القنبلة الذرية-اليورانيوم.

وعلى بعد أكثر من 7500 ميل من المنجم، وفي الـ6 من أغسطس، ستُقرع الأجراس في هيروشيما، بمناسبة مرور 75 عاماً، على سقوط القنبلة الذرية على المدينة. وسيجتمع كبار الشخصيات والناجين لتذكر أولئك الذين لقوا حتفهم في الانفجار وما نجم عنه من تداعيات. وبعد ثلاثة أيام، ستقام احتفالات مماثلة في ناكازاكي. في المقابل، لن يقام مثل هذا الاحتفال في جمهورية الكونغو الديمقراطية. ومع ذلك، فإن كلا البلدين مرتبطين ارتباطًا وثيقاً بالقنبلة الذرية، التي لا تزال آثارها محسوسة حتى يومنا هذا.

ويقول رئيس المجتمع المدني الكونغولي، في جنوب أفريقيا، إيزايا مومبيلو، "عندما نتحدث عن تفجير هيروشيما وناجازاكي، فإننا لا نتحدث أبداً عن شينكولوبوي،" متابعاً، "لقد تم نسيان جزء من الحرب العالمية الثانية." وكان منجم شينكولوبوي، الذي سمي على اسم نوع من التفاح المسلوق، هو مصدر كل اليورانيوم المستخدم، تقريباً، في "مشروع مانهاتن" السري للغاية، الذي انتهى ببناء قنبلتين ذريتين أسقطتا على اليابان، عام 1945.

تم تنفيذ ذلك تحت غطاء من السرية، حتى لا تنتبه قوى المحور، آنذاك، لوجود هذا المشروع العسكري. وتم محو شينكولوبوي من الخرائط، وأُرسل جواسيس إلى الكونغو لنشر معلومات مضللة عمداً حول ما يجري هناك. وبات اليورانيوم "أحجاراً كريمة"، أو ببساطة "مواد خام".

وتم الحفاظ على هذه السرية بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب العالمية.

وبُذلت جهود حثيثة لإيصال رسالة مفادها أن اليورانيوم جاء من كندا كوسيلة لصرف الانتباه عن الكونغو.

وكانت الجهود شاملة للغاية، لدرجة أن الاعتقاد بأن القنابل الذرية تم تصنيعها باليورانيوم الكندي لا يزال قائماً حتى يومنا هذا.

لكن قصة المنجم لم تنته بالقنابل، فقد ساهمت في تشكيل تاريخ الكونغو السياسي المدمر والحروب الأهلية على مدى العقود التي تلت ذلك.

وحتى اليوم، لا يزال بالإمكان رؤية تداعيات المنجم على صحة المجتمعات التي تعيش بالقرب منه.

تويتر