وجوه جديدة

فرح سالم

يجب أن نعي أن العمل في أندية كرة القدم ليس مجرد ترفيه لتقضية الوقت في المساء، أو لتمضية الزمن بالنسبة للمتقاعدين، بل تحوّل الأمر تماماً واختلف عن القرن الماضي، وبات كل شيء محسوباً، والدليل التراجع الذي نعيش فيه حالياً.

بصراحة تامة، تفتقد كرة القدم إلى القيادات الشابة الصاعدة التي درست وتخصصت في إدارة كرة القدم، والجوانب الأخرى المتعلقة بإدارة اللعبة مثل الأمور الفنية والتسويق والإعلام وغيرها، لذلك نجد أن الأسماء القديمة ذاتها تدور في الأندية والأكاديميات منذ سنوات.

الأمر الآخر المؤسف، أن أغلب اللاعبين السابقين لم يعملوا على تطوير قدراتهم الأكاديمية في الجانب الرياضي من أجل دمج خبراتهم السابقة مع المكتسبة حتى تستفيد اللعبة من تراكمات السنوات والمكتسبات الجديدة، والأغلب أيضاً ابتعد عن الأندية، وهذا أمر سلبي للغاية، ناهيك عن دخول وجوه جديدة لا علاقة لها باللعبة لا من بعيد ولا من قريب، وهذه كارثة أخرى.

لا يمكن أن نُحمّل اللاعبين مسؤولية هذا التراجع على مستوى النتائج، ونعلق الأخطاء على شماعة مدربي منتخباتنا الوطنية، في الوقت الذي نفتقر فيه إلى أبسط مقومات الاحتراف الإداري، لاسيما أن المعادلة معكوسة تماماً لدينا وغير مفهومة بعد دخولنا فترة الاحتراف التي لم نجد التعامل معها.

لأن ما يحدث في مسابقاتنا وحال أكاديمياتنا حالياً غير مُرضٍ إطلاقاً، ويحتاج إلى وقفة جادة، لأن العمل عشوائي للغاية، والدليل واضح للعيان وهو ما نشاهده من تخبطات وفشل متواصل، والمصيبة أننا نواصل في الأسلوب ذاته، وكل نادٍ يغرّد في وادٍ والاهتمام فقط بما يمكن تحقيقه الآن، وليس المستقبل.

الأرقام التي نشاهدها بالنسبة لإقالات المدربين مخيفة ومقلقة، وكذلك تغييرات اللاعبين الأجانب، والآن دخلنا موضة ما يُسمى بالمقيم، وحدّث ولا حرج!

إذا استمر الوضع على ما هو عليه سيتواصل التراجع وحينها لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب، لأنه يجب على الأقل الاستفادة من الدروس، وآخرها خروجنا من ثمن نهائي كأس آسيا 2023 أمام منتخب مغمور، لأنه من الطبيعي أن يحرك ذلك شيئاً فينا، ويدق ناقوس الخطر بالنسبة لمكانة ووضع منتخباتنا في القارة.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر