فوارق «وقود» اللاعبين

فرح سالم

كشفت لنا بطولتا كأس آسيا والأمم الإفريقية، اختفاء الفوارق الفنية بين المنتخبات المتنافسة في كرة القدم، بعدما كانت هناك فجوة كبيرة بين الفرق صاحبة الوزن الثقيل والتي لديها تاريخها مع المنتخبات الأخرى، وذلك لاختلاف الكثير من الظروف، وتطور شتى الاتحادات الوطنية مع الاستفادة من مسألة الاحتراف الخارجي.

على سبيل المثال، في القارة السمراء بات هناك محترفين لدى منتخبات لم نكن نسمع بها في تاريخ إفريقيا، وشاهدنا مدى تطور هذه المنتخبات، والأمر ذاته بالنسبة لآسيا التي شهدت نقلة كبيرة في المستوى، حتى قبل انطلاق البطولة، توقع المحللون والنقاد أن البطولة لليابان أو كوريا الجنوبية بمنتهى السهولة للفوارق الفنية، إلا أن «الكمبيوتر» سقط أمام العراق، وتعادل «الشمشون» بشق الأنفس مع الأردن.

شاهدنا مدى استفادة منتخب النشامى والعراق من الاحتراف، والنقلة الكبيرة في المستويات للاعبين مثل موسى التعمري الذي بات أحد نجوم الدوري الفرنسي، ناهيك عن مسألة الرغبة والروح والإصرار والتحدي لدى لاعبي المنتخبات الصاعدة في القارة الصفراء من أجل الظهور، وتحقيق أفضل نتائج ممكنة.

أثبتت لنا كرة القدم أنها لعبة جائعين ومتعطشين لتحقيق الأهداف، مثلاً في إفريقيا تجد أن اللاعب الذي يعاني ظروفاً صعبة يحترق من أجل نيل فرصة الاحتراف والمحافظة عليها، وكذلك لجلب المجد لوطنه، ووقوده ظروفه الصعبة التي عاشها في الصغر، وتعد كرة القدم وسيلته الوحيدة للخروج والهروب من الفقر.

ومن الصعب جداً أن تتغلب على هذه النوعية، إذا كنت تمارس اللعبة من أجل الرفاهية وكهواية في أوقات فراغك، لأن المجهود المقدم داخل أرضية الملعب، يحركه الشعور خصوصاً عندما تلعب مرتدياً قميص منتخب بلادك.

من كان يتوقع أن نشاهد يوماً منتخباً مثل قيرغيزستان الذي ربما يكون بعد سنوات أحد أشرس فرق القارة الصفراء مع الخطوات السريعة التي يخطوها اتحاد اللعبة هناك. خلال فترة وجيزة، وضع المنتخب ضمن أقوى 16 منتخباً في أول مشاركة بكأس آسيا في 2019، وكرر وصوله بالنسخة الحالية مع اختلاف النتائج، لكن بلاشك سيكون يوماً ما الحصان الأسود الجديد في آسيا.

ختاماً.. إذا لم تملك الرغبة ولم تحركك «المشاعر» فلن تتذوق متعة الانتصار وتحقيق الإنجازات.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر