علمتني الحياة (3)

فيصل محمد الشمري

قصة الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع الزراعة قصة عشق خالدة، ومن أجمل ما يمكن أن يخلّده التاريخ الحديث عن العلاقة مع الأرض والبيئة والعطاء. ‏رجل البيئة الأول، صديق الأرض، بلسم القلوب، أينما حل حلت البركة، جاعلاً العطاء والمحبة عنواناً للتسامح والمحبة والوئام. فالبيئة احتلت مكانة عظيمة في وجدانه ورسالته، فزرع بيده، وخطط بفكره، سابقاً زمانه، واضعاً أسس قهر الصحراء.

‏ولعل مبادرة الشيخ زايد، التي تشترط زراعة عدد معين من أشجار النخيل والأشجار المحلية كالسدر والغاف، في مزارع المواطنين، خصوصاً بإمارة أبوظبي، بوابة انتفاع المواطنين من منافع التسويق الزراعي المدعوم بأسعار معززة من الحكومة، حيث إن فكر استخدام الائتمان الكربوني أو ائتمان تعويض الكربون لم يظهر إلا أخيراً، وما قام به المغفور له الشيخ زايد، نهج سبق عصره بعقود.

‏كما أن الممارسات الخالدة، والسنن الحميدة التي أثبت العلم والعالم أهميتها وأثرها على المجتمع عامة، وعلى الأطفال من طلبة المدارس خاصة، تستحق الذكر والتخليد، ومنها انضمامنا إلى «تحالف الوجبات المدرسية العالمي»، لضمان حق كل طفل في النمو الصحي، فرغم كوننا أحدث عضو ينضم إلى تحالف الوجبات المدرسية، الذي أُطلق عام 2021 في قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية، من أكثر من 70 دولة و75 شريكاً، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية، إلا أننا يجب أن نتذكر أنه مع بدايات الاتحاد، والنهضة التعليمية التي قام بها الآباء المؤسسون ورعوها، كانت الوجبات المدرسية توزع مجاناً على جميع الطلبة، لضمان توفير التغذية السليمة الصحية. وهي ممارسة وطنية سبقت هذه المبادرة العالمية بعقود، لتثبت للجميع نجاعة الرؤية والفكر الاستشرافي لمستقبل الأجيال، حيث كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يؤكد دائماً أن

«أكبر استثمار للمال هو استثماره في بناء أجيال من المتعلّمين والمثقفين، وأن الازدهار الحقيقي للدولة هو شبابها. وأننا تعلّمنا من هذا الازدهار أن نبني دولتنا من خلال التعليم والمعرفة، وأن نرعى أجيالاً من الرجال والنساء المتعلمين».. وللحديث بقية

مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر