منح الجنسية للرياضيين

حسين الشيباني

أثبتت دورات الألعاب الآسيوية والأولمبية أن تجربة (منح الجنسية) في المجال الرياضي في كل الألعاب يمكنها أن تقود إلى الذهب، مؤكدة صحة نجاح التجارب التي حققتها الدول الأوروبية ومعظم دول العالم، وأن (منح الجنسية) للاعبين الموهوبين يزيد من حظوظ الدولة في تحقيق الإنجازات الرياضية وهو ما فتح الباب أمام المطالبة (بمنح الجنسية) لعدد من اللاعبين من دول العالم المختلفة.

نجحت فرنسا في صنع منتخب كرة قدم قوي، بعدما أرسلت كشافيها إلى القارة السوداء من أجل اكتشاف الموهوبين من صغار السن حيث تم تبنيهم وتأهيلهم بالشكل الملائم ومنحهم الجنسية الفرنسية وكانت الثمار واضحة للعيان بعد ما نجح الديوك في التتويج بمونديالي 1998 و2018، ولم يقتصر التجنيس الفرنسي على كرة القدم بل ذهب إلى الألعاب المختلفة حيث تمكنت فرنسا بفضل (منح الجنسية) من تحقيق عدد من الميداليات الأولمبية في مختلف الألعاب وأولمبياد باريس 2024 ليس ببعيد.

لعل تجربة أميركا في منح (الجنسية) للرياضيين وخصوصاً الأفارقة منهم أكثر التجارب نجاحاً حيث واصل الأميركان سيطرتهم الكبرى على حصد الميداليات الملونة في الألعاب الأولمبية وفي جميع الألعاب ولعل ألعاب القوى وكرة السلة nba أكبر مثال على النجاح الكبير لمنح الجنسية للاعبين الذين يمكنهم منح الدول الإنجازات الرياضية التي تحمل اسم (الدولة) قبل اسم اللاعب.

تعد التجربة الخليجية في مسألة (منح الجنسية) من أبرز التجارب وخصوصاً في ألعاب القوى في بطولة الألعاب الآسيوية آسياد 2022 والتي كانت مؤجلة إلى 2023 والتي أقيمت في الصين أخيراً، وحصدت مملكة البحرين 20 ميدالية ملونة في مشاركتها ومنها 12 ميدالية ذهبية في ألعاب القوى والمركز التاسع على مستوى القارة بفضل (منح الجنسية)، ودولة قطر حققت الميدالية الذهبية في كرة اليد بفضل (منح الجنسية) والفلبين في لعبة كرة السلة حققت الميدالية الذهبية ولأول مرة في تاريخ مشاركتها بفضل (منح الجنسية)، والدول الخليجية بدأت تستوعب ما عملته الدول المتقدمة في كيفية حصد الميداليات على المستوى القاري والأولمبي والعالمي.

الأمر المهم في مسألة (منح الجنسية) للرياضيين أن يكون الاختيار دقيقاً وتحت أنظار خبراء في اللعبة ومدربين يستطيعون اكتشاف الرياضيين المميزين لتمثيل الدولة في المحافل القارية والأولمبية والعالمية لبلوغ منصات التتويج وألا يكون (منح الجنسية) مجرد تجربة يتم خوضها دون تخطيط سليم ما سيؤدي للفشل.

نحتاج لعصف ذهني من اللجنة الأولمبية لإعادة النظر في جميع الرياضات وتغيير الاستراتيجية لتحقيق أكبر عدد من الميداليات الملونة في جميع الرياضات التي تندرج في البطولات القارية والأولمبية وإشهار اتحادات لجميع الرياضات الأولمبية، وتخصيص ميزانية ضخمة لهذه الرياضات.

يقاس مدى النجاح في البطولات القارية والأولمبية بعدد الميداليات التي تحققت، والإنجازات الرياضية وتحقيق ميداليات تحمل اسم (الدولة) قبل اسم اللاعب.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر