تاريخ العقارات الفاخرة في دبي

قصة دبي مع سوق العقارات الفاخرة بدأت بالضبط في 2001، حيث كانت إشارة البدء في تطوير نخلة جميرا، تم خلالها إنشاء وحدات سكنية فاخرة، سُلّمت لمالكيها بعد مرور أربع سنوات فقط من بداية الإنشاء، أي في 2005، وتعزز المشهد مع إقرار قانون التملك الحر للعقارات للأجانب في 2002، بعدها تحولت دبي فجأة إلى ورشة كبيرة لا تتوقف فيها رافعات البناء والإنشاء طوال ساعات اليوم.

ومنذ ذلك الحين وعلى مر عقدين من الزمن، شهد قطاع العقارات الفاخرة توسعاً ونمواً كبيرين، وتحولت دبي إلى وجهة مرغوبة للعقارات الفاخرة والفخمة، لتّصنف الإمارة حالياً ضمن أكبر خمس أسواق عقارية فاخرة نشطة في العالم.

تشهد دبي إطلاق مشاريع عقارية فاخرة باستمرار، نتيجة الطلب والإقبال عليها، وتستمر معها قيم العقارات الفاخرة في الارتفاع، باستثناء عام 2020، حين تأثرت السوق بتداعيات جائحة (كوفيد-19)، سجلت السوق وقتها بعض التراجعات في الأسعار والطلب، لتستعيد زخمها مباشرة بعد التعافي.

قبل 10 سنوات من الآن، كانت أسعار الفلل الفاخرة في دبي تراوح بين 800 ألف و2.7 مليون دولار أميركي، فما فوق، حسب الحجم والموقع ونوع التصميم والمرافق، وكانت أسعار الشقق الفاخرة تراوح بين 270 ألفاً و1.4 مليون دولار، وأكثر كذلك، حسب نوعية الموقع والمساحة والمرافق.

خلال السنة الجارية، تم طرح شقة فاخرة بنحو 204.3 ملايين دولار للبيع على الخريطة، وتم بيع شقة وصل سعرها إلى 111.6 مليون دولار، تشير هذه الأرقام إلى نسبة سرعة نمو قيمة العقارات الفاخرة في دبي في ظرف 10 سنوات، وهذه القيم مرشحة للارتفاع مستقبلاً بنسبة 5%، بسبب الطلب ونوعية الإقبال، حيث تشير دراسات حديثة إلى أن أكثر من 50% من مشتري المنازل الفاخرة في دبي يستخدمونها للإقامة والعيش فيها.

وحسب تقرير العقارات السكنية 2023، فإن أكثر من 830 شخصاً من ذوي الثروات الفائقة يمتلكون عقارات أساسية أو ثانوية في دبي، 66.7% منهم مقيمون دائمون، و33.3% منهم لديهم منازل ثانوية في الإمارة.

تعكس هذه النسب تربّع سوق عقارات دبي الفاخرة على عرش الأسواق العقارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومركزها المتقدّم ضمن قائمة أفضل الأسواق العالمية.

تاريخ سوق العقارات الفاخرة في دبي صنعته ومازالت تصنعه الأرقام ومعدلات صفقات البيع اليومية والفصلية، إذ استحوذت مبيعات العقارات الفاخرة على الخريطة على 70% من الحجم الإجمالي للمبيعات السكنية في الربع الأول من العام الجاري، ومع مرور الوقت ستشهد السوق مزيداً من التوسع والتنوع والابتكار، ومزيداً من التغيرات في الأسعار نتيجة التطورات الاقتصادية المحلية والعالمية، والتحولات التي طرأت ومازالت تطرأ على هذا النوع من العقارات، إلى جانب تغيرات العوامل التي تتمتع بها دبي كوجهة مفضلة للمستثمرين الذين يسعون للاستثمار في الفخامة والرفاهية التي توفرها لهم.

@ismailalhammadi

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.