خارج النص

«مت قاعد!»

ضرار بالهول الفلاسي

في أحد الأيام فوجئت بابن خالتي (بوخليفة) يكتب «مت قاعد»، الأمر الذي أربكني، وشعرت بالخوف من الخبر، وأخذت أقلّب السالفة شرقاً وغرباً: من الذي يقصد به بكلمة «مت»؟ ما الذي دفع «بوخليفة» للكتابة؟ ماذا يجري؟

بعد تلك الحيرة، اتصلت بـ«بوخليفة» للتأكد والتحقق من الخبر، تلاعب «بوخليفة» بأعصابي، ورفع الضغط، بسبب عدم الرد على اتصالاتي!

وأخيراً، تمكنت من الاتصال في «بوخليفة» (بعد أن نشّف ريجي)، فقلت له: «بوخليفة شو السالفة؟»، «منو اللي مات؟»، وهنا انفجر «بوخليفة» من الضحك، وهو يقول: «أنا يا بومحمد»، ووسط ذهولي وصدمتي «لقد أصبحت متقاعداً، فهي حالياً تنقسم إلى قسمين (مت قاعد) أي أموت وأنا قاعد أو جالس، رغم أنني لديّ القدرة على العمل».

الأسئلة التي تطرح نفسها: هل أصبح أو يعتبر التقاعد موتاً لدى البعض؟ في اعتقادي المتواضع، وحسب المثل الإماراتي «العوق في بطونا»، أي أننا السبب، المسؤول والموظف يتحملان مسؤولية هذا الموت.. أقصد التقاعد.

المسؤول عندما ينظر إلى التوطين على أنه ليس من أولوياته، وأن التوطين سيضر بسير العمل، أو نحن مؤسسة نقوم بالتأهيل فقط، أو يستخدم التقاعد في التخلص من الذين يراهم خطراً عليه، بسبب كفاءاتهم ومستواهم العلمي والمعرفي.. وو الخ، ويبدأ بتقديم الأعذار، والتهرب من الواجب الوطني المهم، إذاً أنت سبب العوق والعلة.

إن الموظف الذي لا يخطط للمستقبل، ويعتقد أنه سيبقى إلى الأبد في هذه الوظيفة، ويجعل من الدوام حياته، ولا توجد له حياة اجتماعية.. وو الخ، ماذا تتوقع أن أقول لك؟ عزيزي أنت من حكم على نفسه بالموت.

تدل دربها: التقاعد ليس نهاية الحياة، بل قد يكون بداية، والتقاعد ليس سلاحاً في يدك لتصفية الحسابات عزيزي المسؤول.

belhouldherar@gmail.com

@dbelhoul

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر