مساحة حرة

«مسبار الأمل».. ومستقبل البحوث والدراسات الاقتصادية

محمد المطوع

لعلها لحظة حاسمة عندما دقت الساعة، وأعلن المسؤول الإماراتي عن وصول «مسبار الأمل» إلى مداره حول كوكب المريخ في التاسع من فبراير 2021، وهي لحظة خططت لها قيادة دولة الإمارات على مدى ست سنوات، بل وأسمتها «مسبار الأمل»، لصعوبة المهمة، وليقين القيادة بأن التخطيط المدروس القائم على أسس علمية، وخلفها رجال مخلصون، لابد أن يحفّها الأمل لتحقيق المستحيل.

وما يهمنا، بالإضافة إلى النجاح الحاصل لهذه المهمة، والدروس والاكتشافات، والاستنتاجات التي ستفيد البشرية حتماً، هو الدرس الأول والأهم الذي يجب أن تركز عليه دولة الإمارات، وهو الاهتمام بالبحوث والدراسات والتخطيط المستقبلي في جميع مجالات الحياة.

فمن الآن وصاعداً، يجب إيجاد إدارة البحوث والدراسات التخطيطية في جميع الوزارات والدوائر والشركات الخاصة، إضافة إلى الجامعات والمدارس، وكذلك في كل مجالات الأنشطة الاجتماعية، والرياضية، والعلمية، والفنية.

فكما نجحنا بامتياز في مهمتنا إلى المريخ من جميع النواحي، حتى إن تاريخ ووقت دخول المسبار إلى الكوكب الأحمر، خطط له مع بداية المهمة وقبل ست سنوات، وبفضل من الله، سارت الأمور بحسب الجدول الدقيق، وكل ذلك يجب أن يكون منهجاً لأهل الإمارات في جميع مشروعاتهم، فكل مشروع يجب أن يُدرس من جميع النواحي، وتأثيراته الإيجابية أو السلبية على اقتصاد ومجتمع الإمارات، وذلك حتى يتسنى الاختيار بين ما هو مفيد للبلد. كما يجب عمل الموازنات اللازمة لذلك، وانتداب الأشخاص المختصين والمحللين للدراسات والبحوث، وإعطائهم الصلاحيات اللازمة وتوفير الدعم الكافي لهم.

لا شك أن كل ذلك سيؤدي للوصول إلى أفضل النتائج الاقتصادية، وبأقل الموارد الممكنة، فالدراسات والبحوث هي الأساس اللازم لنجاح المشروعات ونمو الدول.

ولذلك، فإن علينا استغلال الطفرة العلمية الفضائية بوصول رائد فضاء إلى الفضاء الخارجي، ثم «مسبار الأمل» إلى المريخ، ويجب بث الثقة في أجيالنا المقبلة بأننا قادرون إن خططنا بعد البحث والتحليل على الوصول إلى ما نريده مهما كانت التحديات صعبة أو مستحيلة.

ما يهمنا في جانبنا الاقتصادي هو العمل على تحليل المعطيات الموجودة حالياً، وإدخال البيانات المتوقعة مستقبلاً، لعمل الدراسات المستخلصة لمستقبلنا الاقتصادي، وعمل الخطط والبدائل اللازمة.

فمن طوَّع مسباراً فضائياً لخدمته لا يثقل عليه العمل على طفرة اقتصادية جديدة، خصوصاً أن العوامل متاحة من «إكسبو 2020 دبي» المقبل، والطفرة الاقتصادية الهائلة في السعودية، والتطور الهائل بمصر، وكل ذلك يجب الاستفادة منه لخدمة اقتصادنا عبر البحوث والدراسات على أيدي اقتصاديين خبراء من أصحاب الخبرات الكبيرة.

الدراسات والبحوث هي الأساس اللازم لنجاح المشروعات ونمو الدول، ولذلك يجب توفير إدارة للبحوث والدراسات التخطيطية في جميع الوزارات والدوائر والشركات الخاصة.

الرئيس التنفيذي لمجموعة «الوليد الاستثمارية»

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر