حقيقة أم رأي

المتابع للقنوات الإعلامية وقنوات التواصل الاجتماعي سيجد أن هناك صراعاً دائماً لا ينتهي ومهاترات مستمرة في مجالات النقاش كافة، من ناحية أخرى سنجد مشكلات كثيرة في حياتنا اليومية وأموراً نقوم بها وقرارات نتخذها تؤثر في حياتنا تأثيرات سلبية جسيمة، يحدث كل هذا لسبب بسيط ولكنه في الوقت نفسه له تأثير كبير، هذا السبب هو أننا في أغلب الأحوال لم نتعلم ولم نتدرب أو نمارس جيداً التمييز بين الرأي والحقيقة، فالرأي هو وجهة نظر شخصية، قد تحتمل الصواب والخطأ، وقد لا تنطبق عليه نظرية مسطرة الصواب والخطأ لأنه مجرد، أمّا الحقيقة فهي معلومة ثابتة وموثقة ولها مصدر يمكن الرجوع إليه للتأكد من صحتها.

- كثير ينشر محتوى على أنه حقيقة مؤكدة، دون التحقق من مصدر المعلومة، ويستوي في ذلك حملة الشهادات العليا مع غير المتعلمين. بل إن بعض المسؤولين يفعلون ذلك أيضاً.

الكثير ينشر محتوى على أنه حقيقة مؤكدة دون التحقق من مصدر المعلومة، ويستوي في ذلك حملة الشهادات العليا مع غير المتعلمين، بل إن بعض المسؤولين يفعلون ذلك أيضاً، وينتشر ذلك بشدة على منصات التواصل الاجتماعي كافة، مثل القصة الشهيرة للقاضي في إحدى الدول العربية، الذي اكتشف أن المتهم هو معلمه، فنزل من على المنصة وقبّل يده، وهي قصة مفبركة تماماً، وهناك الكثير من هذه الخرافات والافتراءات، ويغضب مروّج المحتوى أياً كان مركزه إذا طلبت منه ذكر المصدر، وقد قمت بتجربة لمدة أسبوع لمتابعة محتوى ما ينشر على الـ«فيس بوك»، وقد خلصت إلى أنه لم يوجد في ما يزيد على 200 «بوست» بها معلومات على أنها حقائق مؤكدة، سوى شخص واحد فقط قام بوضع مصدر المعلومات التي أشار إليها في محتواه، وبخلاف ذلك لا أحد يهتم، بل إن صديقاً ضمن قائمة أصدقائي غضب مني، عندما طلبت منه ذكر مصدر المعلومات التي أوردها.

أما إذا كان المحتوى مجرد رأي، فلابد أن نحترمه من دون محاولة تغيير رأي الطرف الآخر، لأنه يخص صاحبه فقط. قد يختلف الموضوع بالنسبة لمن يطلق عليهم قادة الرأي، حيث إن الناس تثق بآرائهم وتهتدي بها في اتخاذ القرارات، لذلك يجب أن نعي جيداً منظومة القيم لهؤلاء الأشخاص، وإلى أي مدى تتوافق مع منظومة القيم الخاصة بنا، مع القناعة أنه لا يوجد أحد معصوم أو منزه عن الخطأ وعن الهوى، لذلك لابد أن نكون واعين لمن نقرأ. أخيراً أتمنّى أن يسأل كل منا نفسه قبل نشر أي محتوى سؤالاً بسيطاً.. لماذا أقوم بنشر هذا المحتوى؟ وما الفائدة التي تعود على من يقرأ أو يشاهد؟

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة