خارج الصندوق

إعلانات «ارفع الشاشة».. تجاوز في حق عقارات دبي

إسماعيل الحمادي

تحبطني بعض الإعلانات العقارية على بعض الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي رأيت منها الكثير، لاسيما تلك التي يتم نشرها على هيئة ما يسمى «ستوري» أو القصة بصيغة ارفع الشاشة لتعرف المزيد!

أظن أنه من باب احترامنا لدبي والمستوى الذي وصلت إليه سوقها العقارية، ألّا نسمح بمثل هذه الإعلانات عن القطاع العقاري، حيث إني أراها في رأيي الشخصي تجاوزات في حق السوق وسمعتها.

إن أردت أن تنشر إعلانات عقارية على صفحاتك على وسائل التواصل الاجتماعي انشرها بهيئة تجلب لك الاحترام قبل أن تجلبه للسوق، وانشرها بطريقة معتمدة ومحترفة تقنع كل من يراها أنها صادرة عن جهة لها اعتبارها في السوق وتزيده احتراماً لها.

أراها دعابة حقاً أن تنشر إعلاناً لفيلا أو شقة في موقع ما وفي أسفل الإعلان تضيف عبارة «ارفع الشاشة لمعرفة التفاصيل». أستشيط غيظاً حين أرى مثل هذه التصرفات لوحدة عقارية لها حجمها وسعرها في السوق، وكأنها سترة من بين مجموعة من الملابس أو لعبة حين يروج لها أصحاب المحال وبعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي «ارفع الشاشة للاطلاع على الأنواع والألوان المتوافرة لدينا»!

مثل هذه الإعلانات لا تعبِّر سوى عن رداءة الجهة التي تستخدمها وقلة وعيها وإدراكها لحجم ثقل القطاع العقاري بالنسبة لإمارة دبي. ومثل هذه الإعلانات لا يدرك أصحابها أن ضرَّها أكبر من نفعها لهم، لأنها بالمعنى الحقيقي لا تتمتع بالصدقية التامة التي تتمتع بها الإعلانات التي ألفها المتابعون عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي. وبالتالي فهي توحي لكل من يراها بعدم صدقية ونزاهة من ينشرها مما ينعكس سلباً على السوق.

قد يقول البعض إنها نوع من الابتكار والتجديد في الإعلان، لسنا ضد الابتكار والأفكار المبتكرة والإبداع لإيجاد نمط إعلانات جذابة بتصاميمها ومحتوياتها، لكن ليس بتلك الطريقة. إن من يعرف قيمة سوق عقارات دبي وقيمة عقارات دبي لا يفكر أبداً في نشر مثل هذه الإعلانات ولا يشجّع على انتشارها بين أوساط المتابعين.

الإعلانات العقارية على منصات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها لها ضوابطها ولها حدود لا يمكن تجاوزها حتى لا تتضرر السوق منها، لذلك ابدع في إعلانك كيف تشاء «في المحتوى، في التصميم، في الألوان، في الكلمات...»، لكن بطريقة تزيد من قيمته لا تقلل منه.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .


هذا النوع من الإعلانات يوحي بعدم الصدقية، ما ينعكس سلباً على السوق.

تويتر