كـل يــوم

عندما تكون المعلومات «مبتورة»!

سامي الريامي

بداية يجب أن نشيد بالخطوة الإيجابية التي خطّتها جامعة الإمارات، من خلال عقد مؤتمر صحافي لمدير الجامعة بالإنابة، أمس، تحدث فيه للصحافيين، وأجاب عن كثير من تساؤلاتهم وتساؤلات المجتمع حول خطط «التحول» التي تعتزم الجامعة تنفيذها، صحيح أن الخطوة كانت متأخرة نوعاً ما، لكن «أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي» كما يقول المثل!

اللافت للنظر في تصريحات المدير بالإنابة خلال المؤتمر، تلك الجملة الرائعة «الرنانة» التي قالها حول ما أثير عن معايير القبول بالجامعة، حيث أكد أن «نهج التطور - (المدعوم بالبيانات) - الذي تتبعه الجامعة، والذي يستند إلى دراسة مقارنة أجريت أخيراً، يشير إلى أنه على الرغم من رفع درجة الحد الأدنى لمجموع درجات الثانوية العامة من 75% إلى 80%، بداية من العام الأكاديمي 2019-2020، فإن ذلك لم يؤثر سلباً في أعداد الطلبة المقبولين (قبولاً مباشراً) بالجامعة، المقدرة بـ1146 طالباً وطالبة، مقارنة بـ1201 طالب وطالبة في العام الأكاديمي السابق 2018-2019».

وللأسف يبدو أن مدير الجامعة بالإنابة لم ينتبه، عن قصد أو غير قصد - لا أستطيع أن أجزم - إلى أنه يقدم معلومات وأرقاماً ناقصة، أو بالأحرى «مبتورة» حول أعداد الطلبة المقبولين في الجامعة للسنتين الماضيتين، فإن كان الأمر التبس عليه فلا بأس، بإمكانه إعادة التدقيق في الأرقام مرة أخرى، ومن ثم إعلان الأرقام الصحيحة، أما إن كان الأمر مقصوداً فهذا يعني بكل وضوح أن هناك تضليلاً متعمداً للرأي العام، وأن هناك مخالفة أكاديمية، فأساس العمل الأكاديمي يقوم على الأمانة العلمية في النقل والطرح، واجتثاث الأرقام بشكل جزئي غير كامل فيه ابتعاد عن هذا النهج دون شك.

وليسمح لي مدير جامعة الإمارات بالإنابة، في إعادة نشر أرقام الطلبة المقبولين في الجامعة، واستناداً إلى «دراسة مقارنة» أجريتها، ويستطيع أي مهتم غيري أن يجريها بسهولة، عن طريق محرك البحث «غوغل»، الذي لا يمكن أن يكذب أبداً، «مدعمة بالبيانات» الكاملة وليس المبتور منها أعداد الطلبة «الإجماليين»، حيث تشير الإحصاءات المنشورة على موقع الجامعة، وفي مواقع الصحف المحلية كافة، إلى أن عدد الطلبة المقبولين في جامعة الإمارات (2017-2018) بلغ 5109، وفي يوم الإثنين الموافق 13‏‏‏ أغسطس 2018، نشرت جامعة الإمارات خبراً تقول فيه «استقبلت طلبتها المستجدين، البالغ عددهم 3715 طالباً وطالبة للعام الجامعي الجديد 2018-2019»، وبحسبة بسيطة لا تستدعي أبداً استخدام الآلة الحاسبة، سنجد أن العدد تناقص إلى 1394 طالباً وطالبة، هؤلاء جميعاً لم يجدوا مكاناً لهم في جامعة الإمارات بعد أن تغيرت شروط القبول في الجامعة!

وللعلم والتوضيح، فإن الجامعة كانت غيرت شروط القبول، وبناء على تلك التغييرات استُحدثت فئتان: الفئة الأولى خاصة بالطلبة المقبولين مباشرة في الجامعة، وهم الحاصلون على 80% في الثانوية العامة حداً أدنى، والفئة الثانية خاصة بالقبول المشروط، وذلك للطلبة الذين تقع معدلاتهم في اللغة الإنجليزية بين 1100 و1250، في اختبار «إمسات»، أو 5 إلى 5.5 في «الآيلتس»، وهؤلاء الطلبة يخضعون لبرنامج تعليمي مكثف في اللغة الإنجليزية والرياضيات واللغة العربية، وعقب إنجازهم لهذا البرنامج والارتقاء إلى مستوى القبول المباشر يلتحقون بالجامعة، لذلك فعدد الطلبة المقبولين، الذي ذكره المدير بالإنابة، يتعلق بالقبول المباشر، ولذلك وضعته في مقدمة المقال بين قوسين، ونحن نتحدث عن العدد الإجمالي، وبين هذا وذاك فرق يدل على تناقص أعداد المقبولين بشكل كبير!

لسنا في جدال مع المسؤولين في الجامعة، ولكن ما نطلبه منهم هو الالتفات بعين الاهتمام لأبناء الإمارات الحاصلين على الثانوية، فهم أبناؤنا وإخواننا، وأبناؤهم وإخوانهم، وتعقيد الأمور لعدم قبولهم في الجامعة أمر غير مستساغ ولا يوجد له تبرير!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر