كـل يــوم

التسهيل هو الهدف الأسمى!

سامي الريامي

لا خلاف في أن الخدمات الإلكترونية أحدثت نقلة نوعية في عمل المؤسسات، وأحدثت فارقاً كبيراً في حياة المتعاملين، وأسهمت في التسهيل والتخفيف عن الناس بنسبة كبيرة، ولكن مع ذلك مازلتُ أرى وجود ضرورة لأن تتابع وتراقب جميع المؤسسات الاتحادية والمحلية فاعلية أداء البرامج الإلكترونية، وتتأكد من قدرتها على تلبية طلبات المتعاملين، لأن كثيراً منها لا تعمل طوال الوقت، وبعضاً منها لا تستطيع مواكبة حجم الضغط عليها، عندها تتحول الخدمات الإلكترونية إلى عائق أمام المتعاملين، لا عاملاً مساعداً لهم لتسهيل حياتهم.

حجم الخدمات المقدّم عبر الإنترنت وعبر التطبيقات الهاتفية كبير جداً، ولا توجد مؤسسة أو جهة اتحادية أو محلية، صغيرة كانت أم كبيرة، لم تتحوّل إلكترونياً، لذلك فأعداد الخدمات الإلكترونية تقدّر بالآلاف، وعدد التعاملات الإلكترونية لاشك في أنه يصل إلى الملايين سنوياً، وهذا من دون شك تطور لافت، وهو أمر مطلوب، لأنه يواكب توجهات الحكومة في تبسيط الإجراءات، وإسعاد الناس والتخفيف عن المتعاملين، لكنه بحاجة إلى عمل متواصل وجهد مضاعف من هذه المؤسسات.

ضخامة العمل لاشك في أنها تعني ضخامة المسؤولية على المؤسسات والجهات الحكومية، لضمان فاعلية أداء هذه التطبيقات والبرامج الإلكترونية بالشكل المطلوب، والسرعة المطلوبة، والسهولة اللازمة لإنهاء المعاملات دون تعقيد أو تأخير أو بطء في عمل الأجهزة، وهذا يتطلب مواكبة هذه الأعداد الكبيرة من الخدمات بنظام متابعة ورقابة وصيانة مستمرة، للتأكد من قيامها بكل ما هو مطلوب منها دون «تعليق» الاستجابة لساعات طويلة، وأيام عدة في بعض الحالات، ودون تعقيدات في حصول المتعامل على الخدمة، ودون تكرار في الطلبات اللازمة لإنهاء المعاملات.

بعض الخدمات الإلكترونية تستغرق وقتاً طويلاً جداً، لم يعهده المتعاملون في زمن تخليص المعاملات يدوياً، بعضها تحتاج لأكثر من أسبوعين لإرسال موافقة إلكترونية، في حين عدد كلمات الموافقة لا يصل إلى 20 كلمة، وبعضها يصعب فيها تحميل الأوراق المطلوبة لإرسالها إلكترونياً، وبعضها تبالغ في طلب الأوراق اللازمة لمعاملة بسيطة، ولاشك في أن المتعاملين لديهم ملاحظات أكثر.. ألا يستدعي ذلك التحقق بشكل دوري من جميع المواقع والتطبيقات الإلكترونية، للوصول إلى الهدف الأسمى الذي وضعته الحكومة، وهو تقديم الخدمات على مدار الساعة بشكل مريح وسهل وغير معقد.. وبأقل جهد ممكن؟!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه. 

تويتر