5 دقائق

المؤسسات الخيرية لعالم أفضل

الدكتور علاء جراد

في حفل سنوي يضاهي في الأهمية والاهتمام حفلات الأوسكار، تم إعلان أسماء الفائزين بجائزة أسكتلندا للعمل الخيري، ومن الفائزين كانت مؤسسة تدعى «إخوة الدم» أو Blood Brothers تأسست عام 2012، بوساطة ثلاثة أصدقاء من هواة ركوب الدراجات البخارية، وتقوم فكرة المؤسسة على توصيل الدم المطلوب لعمليات نقل الدم بين المستشفيات، ليس فقط الدم بل الأدوية وعينات التحاليل والمستلزمات الطبية وكل ما يتعلق بالقطاع الصحي، وتوجد مؤسسة مماثلة أكبر في إنجلترا، والفكرة ببساطة هي استغلال هواية الدراجين والاستفادة بوقت فراغهم في عمل خيري يفيد متلقي الخدمة والدولة أيضاً، حيث توفر هذه الخدمة المجانية مئات الآلاف من الجنيهات كانت ستنفقها هيئة الصحة لو تم إرسال تلك المستلزمات بالبريد السريع، وهناك آلاف المؤسسات التي تنتشر في المملكة المتحدة، تقوم بكل الأنواع التي يمكن تخيلها من العمل الخيري، على الرغم من أن المملكة المتحدة تعد القوة الاقتصادية الخامسة على مستوى العالم.

بالنظر إلى التحديات التي تمرّ بها مختلف دول العالم، يتضح جلياً أنه لا غنى عن العمل الخيري والتعاضد بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد، فها هي الدول العظمى والمتقدمة تعتمد اعتماداً كبيراً على العمل الخيري، ولولا مؤسسات، مثل مؤسسة أبحاث السرطان ومؤسسة القلب البريطانية ومؤسسة كبار السن، والعديد من تلك المؤسسات، لما استطاعت الدولة تلبية كل احتياجات المجتمع والارتقاء بمستوى الخدمات وجودة الحياة، ويبلغ حجم الاستثمارات في المؤسسات الخيرية في بريطانيا نحو 109 مليارات جنيه إسترليني، وهو رقم ضخم يعكس أهمية القطاع، حيث يعادل موازنة بعض الدول مجتمعة. ولاشك أننا في الوطن العربي لدينا الكثير من قصص النجاح والإسهامات الكبيرة في هذا المجال، لكن مازال هناك الكثير من فرص التحسين والتطوير، بداية بزيادة الوعي بأهمية هذا القطاع والانخراط فيه، أو من حيث زيادة الشفافية والحوكمة وبناء الثقة في هذا القطاع، فبعض المؤسسات لا تتمتع بالشفافية، والبعض تنقصه الكفاءات والمهارات الإدارية اللازمة، وحتى ينجح العمل الخيري لابد أن يدار بعقلية المؤسسات الربحية، من حيث التسويق وتطوير الأعمال والتواصل، على أن يبقى بالطبع نشاطاً غير ربحي.

أعتقد أن وجود اتحاد للجمعيات الخيرية، يتم انتخابه بناء على أجندة وبرنامج عمل، قد يسهم بدور كبير في لفت الانتباه للعمل الخيري، وفي دفع تلك المؤسسات للنهوض، ومن المهم مساعدة تلك المؤسسات في الحصول على تمويل، سواء من القطاع الخاص أو من الجهات الدولية المعتمدة، ومن المفيد استحداث برامج أكاديمية ومهنية لإعداد وتأهيل العاملين في هذا القطاع الحيوي.

يبلغ حجم الاستثمارات في المؤسسات الخيرية في بريطانيا، نحو 109 مليارات جنيه إسترليني.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر