كـل يــوم

حفلٌ بروح وبصمة دبي

سامي الريامي

ليس غريباً أن تفرح دولة بأسرها، وليس غريباً أن يشعر شعبٌ كامل بمشاعر السرور والارتياح لفرحة قائد استثنائي احتفل بزفاف أنجاله الكرام، وذلك لأن هذا القائد حباه الله بقلب رحوم عطوف كبير، وتاريخ حافل بالعطاء والإنجاز، ورؤية مستقبلية تحمل في طياتها الخير واستدامة الرخاء لأبناء شعبه.

فرح الجميع صغاراً وكباراً بأفراح آل مكتوم، لأنهم هُم نحن، ونحن هم، يشاركون عامة الشعب أفراحهم، ويذهبون للقاصي والداني كي يشاركوه الفرحة، وها هم اليوم يفرحون، فتفرح لأفراحهم دولة ووطن وشعب.

كان من المتوقع أن تشهد منطقة المركز التجاري في دبي إقبالاً منقطع النظير بهذه المناسبة، وجميعنا تخيلنا شكل الازدحام الخارجي على الطرقات المؤدية إلى مكان الاحتفال بسبب العدد الضخم المتوقع لسيارات الحضور، والازدحام البشري داخل القاعات، فالحضور لا شك أنه سيكون بالآلاف، وجميعنا اعتقد أن الأمر سيطول لساعات طويلة، جزء منها انتظار في السيارات، وجزء آخر انتظار في الممرات، وأماكن الاستراحات، وطوابير المهنئين، لكن ذلك لم يحدث أبداً!

عدد المهنئين الذين حضروا الخميس الماضي في قاعات الاحتفال بمركز دبي التجاري فاق 15 ألف شخص، ومع ذلك كان الاحتفال حقاً يحمل بصمة وروح دبي المميزة حيث المرونة والتسهيل والاستعداد والتنسيق العالي، لم تشهد الشوارع المُحيطة بالمنطقة أية ازدحامات أو اختناقات مرورية كما كان متوقعاً، وحركة دخول وخروج آلاف الرجال كانت سهلة للغاية، وصلوا بسرعة وسهولة، انضموا إلى جموع المهنئين بمرونة، قدّموا التهاني والتبريكات وصافحوا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، وأنجاله الكرام، ثم غادروا بفرح وسرور دون أي تعقيدات أو ارتباك من المنظمين، ما جعل الفرحة تكتمل، وما جعل الابتسامة هي القاسم المشترك الذي تراه على وجوه الجميع، فالتنظيم الجيد كان هو سيّد الموقف.

بالتأكيد مثل هذا النجاح التنظيمي لم يأتِ من فراغ، ولا شك أنه نتاج جهود تنسيقية كبيرة، واستعدادات مبكرة، وقفت خلفها فرق عمل من جهات مختلفة أهمها شرطة دبي، ودائرة التشريفات، وهيئة الطرق، وغيرها، أبدعت في التخطيط والتنسيق والتنفيذ، وإعطاء الإرشادات والتعليمات العامة للجميع، هذه الإرشادات هي التي سهّلت مهمة من اتبعها بشكل كبير جداً، ومريح جداً.

في مثل هذه المناسبات الضخمة، لا شك أن الجهود المبذولة مضاعفة، لذا فمن الطبيعي جداً أن يتّبع الجميع اللوائح والتعليمات، وفقاً للبروتوكول والقوانين الموجودة، فالجميع جاء لهدف واحد هو تقديم التهنئة، ولسبب واحد هو الحب والاحترام والتقدير الذي يكنّه كلٌّ منّا لقادتنا وشيوخنا، جميعنا نشعر بواجب القدوم والحضور الشخصي، رغم أن الشيخ محمد بن راشد وأنجاله لن يُعاتبوا أحداً على عدم الحضور، لكنهم دون شك شعروا بفرح كبير عندما شاهدوا مشاعر الحب تمتلئ بها القاعة، ما هوّن عليهم تعب الوقوف لساعات طويلة.

لذلك فجميع المدعوين في القاعة لابد أن يحظوا بالقدر نفسه من الاحترام والتقدير، ولهم جميعاً الحق في الدخول والخروج والسلام بأريحية وسهولة، صحيح أن المناصب مختلفة، لكن ذلك لا يعني أبداً أن يبحث كل إنسان عن مزايا أكبر واهتمام أكثر ووضع مميز أفضل من بقية الحضور، فالجميع في هذا الموقف سواسية، وبالتأكيد لن يلوم أحد المنظمين على تنظيمهم وترتيبهم، فهم في كل الأحوال لن يستطيعوا تقديم معاملة مميزة للجميع في حضور 15 ألف شخص، والأمر لا يستدعي ذلك أصلاً، ومع ذلك فما شهدناه وما لمسناه وما شعرنا به هو إنجاز بكل معنى الكلمة.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر