كـل يوم

إنفاق مليارات الدراهم لمعالجة سلوكيات خاطئة

سامي الريامي

الإمارات أنفقت على القطاع الصحي، بشكل عام، أكثر من 33 مليار درهم، منذ عام 2013، ومع ذلك هناك الكثير من المعطيات تؤثر سلباً في صحة الفرد بالدولة، ومعظمها ناتج عن سلوكيات وممارسات خاطئة من الأفراد تجعلهم أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض والوفاة.

ووفقاً لمسحٍ صحي لوزارة الصحة، فإن متوسط العمر للإماراتيين هو 68 سنة، في حين يبلغ مؤشر الوفيات 4.5% لكل 100 ألف نسمة، وهي بالنسبة لعدد الإماراتيين نسبة ليست قليلة!

نمط وأسلوب الحياة في الإمارات، بشكل عام، سبب رئيس في تزايد بعض الأمراض وارتفاع معدلاتها بشكل عالٍ جداً، فنسبة السكان المصابين بداء السكري، على سبيل المثال، في الإمارات 11.8%، في حين أن المعدل العالمي هو 8.8%، وبذلك تحلّ الإمارات في المرتبة 143 عالمياً، ونسبة السكان الذين يعانون ارتفاع الكوليسترول في الدولة 43.70%، في حين تبلغ نسبة المعدل العالمي 38.90%، وهذان المرضان، تحديداً، لهما علاقة مباشرة بنمط الحياة والغذاء!

الدراسات تؤكد أن الأفراد في الإمارات لا يتناولون حصصاً كافية من مكونات الغذاء الصحي المُفيد للجسم، كما أن 29% منهم فقط يمارسون الرياضة بانتظام، في حين أن الأغلبية العظمى من السكان لا تمارس أي نوع من أنواع الرياضة!

الأسوأ من ذلك انتشار التدخين بكل أنواعه الضارة، من السيجارة وحتى الشيشة و«الدوخة» وأخيراً السيجارة الإلكترونية، وبلغت نسبة التدخين في الإمارات 15% بين الذكور، وعند النساء 2.4%، في حين أن معدل العمر الذي يبدأ فيه الفرد التدخين هو 20 عاماً، ولاشك أن هناك أعماراً أصغر من ذلك بكثير بدأت مشوار التدخين مبكراً!

هي ممارسات فردية، لكنها تتحوّل إلى ظواهر صحية عامة، وهذه الظواهر تُنهك ميزانية الدولة، وتؤدي إلى صرف مليارات الدراهم لمعالجة تبعيات هذه السلوكيات الخاطئة للأفراد، لذا لن تتعدل هذه الأرقام والنسب المئوية إلا إذا تغيرت ثقافة المجتمع، وتغير نمط الحياة السيّئ الذي يعيشه معظم الأفراد، وهذا التغيير يحتاج إلى جهود حثيثة وسنوات طويلة، فالبداية يجب أن تكون في المدارس والحضانات، وعند الأطفال في أعمارهم المبكرة، لأن الكبار يصعب تثقيفهم في هذه المرحلة، وهم متمسكون بنمط حياتهم الضار تحت حجج واهية كثيرة!

معظم مشكلاتنا الاجتماعية، والاقتصادية، والصحية، تندرج تحت بند غياب الثقافة، والتمسك بممارسات وسلوكيات سلبية، ولو استطاعت الحكومة، بمختلف أجهزتها ووزاراتها، أن تُغير من هذه الممارسات، فإنها من دون شك ستقضي على كثير من الأمراض والعادات السيئة، وستوفر مليارات من الدراهم تصرفها سنوياً على تصحيح ومعالجة نتائج هذه السلوكيات!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

تويتر