الإمارات تصنع تاريخاً جديداً

تاريخ جديد يُكتب هنا على أرض الإمارات، أرض المحبة والسلام، يكتب بحروف الحب والتآخي والتعايش، لم يسبق أن شهد العالم فصوله، ولم يسبق أن تكررت مشاهده على مدار التاريخ، فلم يحدث قط عبر مختلف العصور والأزمان، أن يسكن بابا الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر الشريف في بيت واحد، ولم يحدث في العصر الحديث، أن يكسر كل منهما البروتوكول والقواعد ويتنقلان معاً في سيارة واحدة، هكذا بكل بساطة وكل حب وتقدير واحترام، لم يشاهد العالم ذلك من قبل، لكنه حدث في الإمارات، لأنها بكل بساطة تحمل رسالة التعايش والتآخي لكل العالم ولكل الأديان.

وهذا ما أكده بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، حين نشر تغريدة قال فيها «إن زيارته التاريخية إلى الإمارات تهدف إلى كتابة صفحة حوار، وللسير معاً على دروب السلام».

هذا الحدث التاريخي الحضاري الذي استضافته الإمارات، أعطى لشعوب العالم عامة، صورة مثالية لشكل العالم لو سادته المحبة والتجانس، ويعطي للقيادات الدينية المختلفة دوراً محورياً لنشر التآخي، وألقى على عاتقهم مسؤولية كبيرة، كي يصنعوا نموذجاً، ويكونوا قدوة، ويصنعوا المحبة والسلام، فهم الأقدر على فعل ذلك، وهم الأجدر لمواجهة النماذج الأخرى التي تسيء إلى جميع الأديان، فالأديان لم تكن وسيلة للدمار، ولا أداة للقتل.

«لكم دينكم ولي دين»، هذا المبدأ القرآني العظيم، هو الذي ردّ به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، عندما سئُل عن كيفية تقبل الناس في الإمارات لأصحاب الأديان الأخرى، وهذا هو المبدأ الذي تسير اليوم عليه الإمارات، وبه استطاعت أن تضرب أروع أمثلة النجاح في التعايش، وقبول الآخر، ونشر المحبة والأخوة بين جميع سكان وزوار الدولة، من كل الأطياف والجنسيات.

التسامح في الإمارات نهج قديم، قدم تاريخ هذه الأرض الطيبة، الضاربة في عمر الزمن، الناس هُنا عاشوا متحابين متآلفين، تجمعهم هِمة البحث عن الرزق، فأهل الإمارات عبروا البحار، وتنقلوا بين القارات، وتعاملوا مع جنسيات عدة، وأديان مختلفة، تعرفوا إلى طباعهم وثقافاتهم، ونقلوا لهم ثقافة التسامح في الدين الإسلامي الحنيف، أثروا في غيرهم، وتأثروا بغيرهم، ومن ثم جاء العالم إلينا، فلم نقفل أبوابنا في وجه أحد، من يرد الخير والرزق والعمل فهو مرحبٌ به، بغض النظر عن لونه وجنسه ودينه، ومن يبتغِ غير ذلك فلا مكان له هُنا، مهما كان لونه وجنسه ودينه، فالإمارات هي فعلاً مظلة الإنسانية، تحترم الإنسان متى ما كان صالحاً، بوصفه إنساناً، وهذا يكفي.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة