كـل يــوم

فيلا متكاملة داخل بناية سكنية!

سامي الريامي

تجربة جميلة جداً، وجديرة بالاهتمام والدراسة وإعادة تطبيقها في أماكن أخرى، فهي الحل المناسب، وربما الوحيد، لمشكلة محدودية عدد قطع الأراضي السكنية للمواطنين، مقارنة بالأعداد المتزايدة من الطلبات، صحيح أن هناك من سيعترض عليها، وربما لن يقتنع بها، لكن مع الوقت فإنها خطوة ضرورية ولابد منها في يوم ما.

في الفجيرة، ونظراً إلى طبيعة المناطق الجبلية ومحدودية الأراضي، نفّذ برنامج زايد للإسكان مشروع بناية سكنية لإسكان المواطنين، بالتأكيد فكرة السكن بشقة في بناية سكنية لن تُعجب الكثيرين، ولن تروق لهم، ولن يقتنعوا بها بديلاً عن البيوت المنفصلة، وهذا ما حدث فعلياً، حيث رفض المواطنون الفكرة، ولم يتقدم أحد بطلب الحصول على شقة، حتى قبل أن يتعرفوا إلى مواصفات هذه البناية، ومواصفات الشقق فيها، وهذا بالطبع أمر متوقع!

ولكن هذه البناية ليست عادية، وربما لا تشبهها بناية أخرى، وهذه صفة حقيقية وليست صيغة مبالغة، فهي تحافظ بشكل غير مسبوق على خصوصية العوائل، وطريقة تصميمها مختلفة تماماً عن المباني التجارية العادية، هي مصممة في الأساس لتناسب المواطنين، فمداخلها ومخارجها مختلفة، وتلبي احتياجات الخصوصية لكل شقة سكنية، وحتى مصاعدها تحافظ على هذه الخصوصية، فكل مصعد يفتح على شقة محددة، ولا يمكن لأي شخص أن يستغل المصعد للدخول إلى حرم شقة أخرى.

والقصة لا تنتهي عند المصاعد، بل تبدأ منها، فكل شقة في هذه البناية ذات مساحة مريحة وكبيرة، ولا تقل عن 300 متر مربع، وهي بالضبط عبارة عن فيلا كاملة من ثلاثة مستويات، ثلاث وأربع غرف نوم، ويمكن زيادة الغرف وفقاً لحجم العائلة، ومتكاملة الملاحق المعروفة والمطلوبة من المواطنين، يضم المستوى الأول غرف نوم بحماماتها، إضافة إلى غرفة الخادمة وغرفة غسيل، ويضم المستوى الثاني مجلساً وغرفة طعام ومطبخاً ومخزناً، ويضم المستوى الثالث صالة معيشة للعائلة وغرف نوم إضافية بحماماتها ومطبخاً تحضيرياً، هي فيلا بمعنى الكلمة، تبلغ كلفتها 700 ألف درهم، وتغطي كل احتياجات العائلة ومرافقيها، لكنها فقط داخل مجمع سكني، على شكل بناية مكونة من 10 أدوار، وتضم 12 وحدة سكنية فقط.

هناك من سيطلب مساحات خارجية، وهذا أمر يمكن التغلب عليه من خلال تخصيص مرافق تجميلية تابعة للبناية، تتضمن حدائق وملاعب أطفال وغيرها، وهي من دون شك أفضل للتقارب والتعارف، وللأطفال الذين سيجدون بيئة أفضل، ومن دون شك فإن الإيجابيات الاجتماعية ستكون أفضل بكثير من الأحياء الحالية التي لا يعرف فيها كثير من السكان جيرانهم منذ انتقالهم إلى اليوم.

هي فكرة وقابلة للتطبيق، وفوائدها كثيرة، خصوصاً أنه يسهل تنفيذها في أماكن قريبة من وسط المدينة، بدلاً من انتقال المواطنين إلى الأطراف البعيدة، صحيح أن هناك من سيعترض ومن سينتقد ومن سيهاجم، لكن في المقابل هناك من سيقتنع لو تم تنفيذ المشروع بالشكل الملائم، عموماً هذا ما حدث في الفجيرة، رفضٌ تام في البداية واقتناع بطيب خاطر في النهاية.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر