كـل يــوم

مكالمة تُثبت الدور القذر!

سامي الريامي

طائرات إيرانية بدون طيار، أسلحة وعتاد وصواريخ إيرانية، كل ذلك بحوزة الحوثيين في اليمن، وقعت في يد قوات الإمارات، وقوات التحالف العربي، كل ذلك لا يبدو مفاجئاً، وهو يثبت أن الحوثيين هم وكلاء إيران في اليمن لزعزعة أمن المنطقة، وهذه الحقيقة تأتي متطابقة مع مقولة «تأكيد المؤكد»، إذ إن قوات التحالف والشرعية اليمنية أكدت - منذ اليوم الأول للحرب - أن الدعم الإيراني للميليشيات الحوثية الإيرانية بالعتاد العسكري والتدريب، هو السبب في تفجر حرب أهلية يمنية، وهو يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي لدول الخليج، وهو السبب الرئيس الذي يقف وراء استمرارية هذه الحرب.

لطالما ظلت طهران تنفي صحة المعلومات المؤكدة بشأن تورطها في حرب اليمن، وتهديدها للمملكة السعودية، رغم كل الإثباتات، وآخرها تلك الطائرات الإيرانية بدون طيار، والعتاد العسكري الإيراني الذي اغتنمته قوات الإمارات، وهذا يؤكد كذب الادعاءات الإيرانية، ويؤكد أنها الطرف الأساسي الداعم للحوثيين في الحرب، ما أسهم في إطالة أمدها، وزيادة عدد ضحاياها من المدنيين، وزيادة تعنت وكلائها في اليمن، وابتعاد أفق الحل السياسي.

وتأتي هذه الأدلة الجديدة على تورط إيران في دعم الميليشيات الحوثية الإرهابية، في وقت تكشفت فيه طبيعة الدور القطري في اليمن، وهذه المرة على لسان المتآمر الأول على قوات التحالف أمير قطر الشيخ تميم، حاكم الإمارة الصغيرة، الذي أكد في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني وقوفه شخصياً وراء تعزيز العلاقات مع طهران. وتبادل الغزل السياسي مع روحاني بإعلان دعم الدوحة لإيران في اليمن!

ويبدو من الواضح أن أمير قطر أثبت، مرة أخرى، أنه كان خنجراً في خاصرة العرب، حينما ادعى منذ سنوات وقوفه إلى جانب التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، قبل أن يكشف عن حقيقة تعامله مع إيران، التي تدعم ميليشيات الحوثي الانقلابية!

كما أثبت الاتصال الهاتفي الأخير بين تميم وروحاني، أن قطر كانت تتعامل بوجهين مع الأزمة اليمنية: الأول ظاهري خاص بقوات التحالف والشرعية، ويتمثل في إظهار التضامن الشكلي الزائف، والثاني وهو الحقيقي، يتمثل في التآمر على قوات التحالف، وطعنها من الظهر داخل اليمن، من خلال كشف خططها وتحركاتها وأماكن وجودها للحوثيين، وبالتالي عرقلة تحركهم واصطيادهم بسهولة، مع ترك المجال واسعاً لقناة الجزيرة، للتغطية على هذا الدور المشبوه.

ومن الحقائق الساطعة، التي كشفها هذا الاتصال الهاتفي، اتفاق الرجلين على رؤية مشتركة في اليمن، وهي رؤية هدفها إشاعة الفوضى في البلاد وسلخها من محيطها، وإلحاقها بالمشروع الفارسي!

كما أن إحدى الحقائق الدامغة لهذا الاتصال، أنه أكد بما لا يدع مجالاً للشك حالة العزلة التي تواجهها كلٌّ من طهران والدوحة، فالأولى تواجه ضغوطاً وعزلة إقليمية ودولية لا قبل لها بتحملها، نظراً لسجلها الداعم للإرهاب وارتكاب مجازر الحرب في سورية واليمن، وقبل ذلك لبنان والعراق. والثانية تواجه مقاطعة من قبل الرباعي العربي، وعزلة إقليمية، نظراً لسجلها الداعم لـ«الإخوان المسلمين»، والمنظمات والميليشيات الإرهابية في أكثر من مكان عبر العالم، بالمال والسلاح.

وتالياً.. فإن مصير من يخطط للدمار والفوضى لن يخلو من الدمار والفوضى، هذا ما أثبته التاريخ مراراً، لذلك فإن مصير هذين النظامين هو الانهيار والزوال، إما بثورة شعبية من الداخل، وإما بفعل الآثار الخانقة للعزلة الدولية، وحدوث أيٍّ من الاحتمالين مسألة وقت.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر