كـل يــوم

سعادة محمد بن راشد

سامي الريامي

«السعادة ليست في جمع المال، بل هي في إنفاق المال على المحتاجين، ورسم السعادة في وجوههم».. هذا هو مبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، وهذه هي أخلاقه ورؤيته، لم يجعلها شعاراً يردّده بل هي نهج يسير عليه، وواقع يصنعه، وأمل وخير ينشرهما، ليس في الإمارات فقط، بل في أرجاء العالم الكبير، في كل مكان، ولكل محتاج، بأساليب ومبادرات تُحدث التغيير الحقيقي في حياة ملايين البشر، بها يشعر محمد بن راشد بالسعادة، وبشكل مضاعف عن سعادة من يستفيد منها.

أنشأ سموه مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، هذه المؤسسة التي أحدثت فارقاً عالمياً في حياة شعوب العالم، فهي المؤسسة العربية والإقليمية الأكبر من نوعها في شمولية العمل الإنساني، وتضم تحت مظلتها 33 مؤسسة إنسانية ومجتمعية ومعرفية وتنموية وثقافية، واستطاعت هذه المؤسسة بفروعها المختلفة أن تُنفق العام الماضي مبلغ 1.8 مليار درهم، استفاد منه 69 مليون شخص في 68 دولة، فيا لها من هِمة يملكها محمد بن راشد، ويا لها من إنسانية يفيض بها قلبه الكبير، ويا لها من رؤية ونظرة وأخلاق عالية نبيلة في هذه الشخصية الإماراتية العظيمة.

الإمارات ليست أغنى دول العالم، لكنها تمتلك فكراً إنسانياً وخيرياً تفوقت به على جميع دول العالم دون استثناء، وللمرة الخامسة على التوالي، هي أكبر دول العالم المانحة للمساعدات الإنسانية مقارنة بحجم ناتجها الإجمالي، فالخير هُنا في الإمارات ثقافة عامة، وأخلاق عامة، ومبادئ عامة، يسير عليها قادة وشعب، قادة تشربوا حب الخير من زايد الخير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ذلك الرجل الذي وضع أساساً قوياً للعمل الخيري الإماراتي، وأكمل المسيرة من بعده رجال يطاولون السماء بهمتهم وطموحهم العالي، وينشرون الخير في كل بقاع العالم.

محمد بن راشد قائد عربي مسلم، تخرج في مدرسة زايد الخير، فلا غرابة أن تتشرب شخصيته وفكره حب الخير والعطاء، ففيه من شهامة وكرم العرب، ومن سماحة وتعاليم الإسلام، وفيه نخوة الفرسان، وفيه الخير ومحبة الناس، وقيم المروة، والوقوف إلى جانب المحتاج في كل مكان، لذلك كانت رؤيته عالمية، وكان عطاؤه لا تحده حدود ولا مسافات.

ما يميز مبادرات محمد بن راشد العالمية أنها أحدثت نقلة نوعية في مفهوم العمل الخيري، وتجاوزت بمراحل تلك الأعمال التقليدية التي تقوم بها المؤسسات الإنسانية العالمية الشبيهة، فمحمد بن راشد يركز على تمكين الإنسان لا مساعدته بشكل مؤقت، هو يستثمر في صناعة الإنسان، وصناعة الأمل، من أجل حياة أفضل لملايين البشر، لذلك مبادراته لا تقتصر على المساعدات الإنسانية فقط، بل على إحداث تغيير في واقع وحياة الإنسان، من خلال تمكينه لمواجهة الصعوبات ومحاربة الفقر والجهل والمرض.

مبادرات محمد بن راشد العالمية تشمل الرعاية الصحية، ومكافحة المرض، وتشمل نشر التعليم والمعرفة، وتشمل ابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات، إضافة إلى مجال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وهذا هو الفرق بين مبادرات محمد بن راشد التي تستثمر في الإنسان لجعله قوياً قادراً على إحداث التغيير الدائم، وبين بقية المؤسسات التي تحدث تغييراً مؤقتاً يكاد يكون محدوداً بفترة زمنية قصيرة، يعود بعدها المحتاج ليكون أكثر حاجة مما سبق!

محمد بن راشد ينشر التعليم، فهو السلاح الحقيقي لمواجهة الفقر والجهل، ومحور التعليم له الحصة الكبرى في برامج ومشروعات المبادرات، وبلغ إجمالي الإنفاق في هذا القطاع 634 مليون درهم، استفاد منه 50 مليون شخص.

هذا هو فكر وأسلوب محمد بن راشد الفريد من نوعه، لا يسعى إلى حل مؤقت للمشكلة، بل يسعى لإحداث تغيير شامل من خلال معالجة أسباب المشكلة، وبذلك يقضي عليها من جذورها بشكل نهائي غير قابل للعودة.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر