كـل يــوم

هل تمعّن أحد في قصيدة محمد بن راشد؟!

سامي الريامي

فرحته هي فرحة شعب، وفرحة أمة، هي في حد ذاتها أكبر مسببات نشر البهجة والسعادة والفرح في قلوب الملايين من مُحبيه ومُعجبيه، ترجمها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، بطريقته الخاصة، على منصّة تتويج «غودولفين الإمارات» بكأس دبي العالمي، أكبر وأغلى وأهم كأس لسباقات الخيل في العالم، هذه المنصّة التي شهدت هي وشبيهاتها تفوق محمد بن راشد وعشقه للمركز الأول عالمياً في مختلف المجالات والمحافل.

للفوز فرحة ولذة وناموس.. وللفوز شعار وبهجة ورقصة تدخل القلوب من أوسع الأبواب، خصوصاً أنها جاءت رائعة وعفوية من فارس مُخضرم، وقائد مُلهم، وزعيم للإنسانية والتواضع، عبّر عن سعادته كإنسان يملأ قلبه شعور النصر والفخر والاعتزاز بمنجزاته وطموحاته التي وصلت إلى العالمية، وتجاوز بها بـ100 سنة من سبقوه في هذا المجال قبل 100 سنة!

ثلاثة نواميس يستحق عليها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد التهاني والتبريكات والإشادة، فنجاح كأس دبي العالمي تنظيمياً، وبتقدير امتياز بمعنى الكلمة، واستطاعته أن يستقطب عشرات الآلاف من كبار ملاك الخيول، ومحبيها، ومن زوار وسياح جاؤوا خصيصاً لهذا الحدث من مختلف دول وقارات العالم.. هو الناموس الأول.

وفوز الخيل «ثندر سنو» من فريق «غودولفين الإماراتي»، بقيادة المدرب الإماراتي سعيد بن سرور، واستطاعته أن يهزم أسطورة الخيل الأميركي «ويست كوست» وبفارق مُذل.. هو الناموس الثاني.

أما الناموس الثالث، الذي لا يعرفه كثيرون، وأبدع فيه محمد بن راشد أن «ثندر سنو» هو خيل من إنتاج مزرعته، لم يشتَرِه من أحد، ولم يكن يوماً لمالك سابق، بل هو ولادة وإنتاج خاص، وهو سليل نسل متميز، وفازت أخته من أمه «ونتر لايت» أو «ضوء الشتاء»، بـ«الجينز الإماراتي» قبل 20 يوماً تقريباً، ما يعني أن الفوز لم يأتِ من فراغ، بل هو تخطيط وإدراك وخبرة لا نظير لها.

الفوز لم يأتِ مصادفة، ومحمد بن راشد كعادته يسبق الأحداث، ثم يصنعها، و«ثندر سنو» لم يكن في ذهن سموّه مجرد مرشح ثانٍ أو ثالث كما توقع كثيرون، بل كان سموّه يملك حدساً قوياً في قدرة هذا الخيل على الفوز بالسباق، كانت كلماته تحمل تلميحات شديدة الوضوح عن مجريات السباق، ومفاجأته التي أعدها لكبار ملاك الخيل المشاركين، قالها قبل يوم واحد من الانطلاقة، بل نشرها بكل الصحف، في قصيدة صريحة، ظن البعض أنها مجرد قصيدة ترحيبية بهذه المناسبة الغالية، لكنها ليست كذلك، فسموّه سبق أن أعلن أنه لم يكتب قصيدة أبداً من دون أن تكون لها قصة واقعية وتجربة مرّت عليه، لذلك فقصيدة «كأس دبي العالمي» التي نُشرت قبل السباق، كانت تتضمن تمهيداً لثقة سموّه بفوز هذا الخيل تحديداً، ولمح لذلك عندما استخدم مُفردة «تلاد» التي تعني أنه إنتاج المزرعة، فهل تتذكرون ما قاله سموّه في الأبيات؟ تمعنوا فيها لتعرفوا تخطيط وحدس وطريقة محمد بن راشد في استباق الأحداث:

أهل الرمك فرسانهم تسبق السيل

                       والخيل م الخيال أول وتالي

ماهيه مشراية بمالٍ وتحــصيــل

                       تلاد فيهم من قديم الليالي

خيل اعربية في نسبها تفاصيل

                       ردّت لديرتها كما إيردّ غالي

على كسبها باذلين المبــاذيــل

                      ولا هي جديدة إتنال شي ما ينالي

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر