كـل يــوم

الإمارات فرس الرهان في ثورة الإنترنت المقبلة

سامي الريامي

في برشلونة، حيث عقد المؤتمر العالمي للهواتف المتحركة، وهو أكبر معرض ومؤتمر للمصنّعين والشركات المتخصصة الضخمة في عالم الهواتف والاتصالات، كان التركيز واضحاً على تقنية الـ«5 G»، وهي الجيل الخامس من شبكات الاتصال الخلوي فائق السرعة، وهي عملياً آخر ما توصل إليه العلم الحديث في سرعات الهواتف والإنترنت، وهي تعادل مئات أضعاف السرعة الحالية، وأصبح العالم يتسابق الآن ليس على سرعة الثانية، ولا نصف الثانية، بل بأجزاء وجزيئات الثانية، ولتقريب الصورة أسوق لكم وصف الأخ صالح العبدولي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «اتصالات»، حين قال «إذا كانت تقنية الـ(5G) المقبلة هي (آي فون)، على سبيل المثال، فإن الـ(4G) الحالية هي بالضبط ذلك الهاتف المتحرك القديم الذي كان يُحمل في شنطة صغيرة»!

عموماً العالم بعلمائه وخبرائه متحمس جداً لهذه التقنية الجديدة، وبدأ سباق محموم بين الشركات والدول، بدت ملامحه واضحة في مؤتمر برشلونة، للاستحواذ والاستفادة من هذه التقنية الجديدة، فهي ستغير بالفعل ملامح وشكل العالم، وستشكل ثورة جديدة في السرعات ودرجات النقاء والوضوح، ما يفتح مجالات عمل جديدة، ويجعل الهاتف المتحرك هو حجر الزاوية في كل شيء يتعلق بالحياة!

على سبيل المثال، وزارة التربية والعلوم التقنية في كوريا الجنوبية كشفت عن نيتها استثمار ما يُعادل 1.5 مليار دولار أميركي في تطوير شبكات الجيل الخامس (5G)، بحيث تطرح تجارياً للمستخدمين بحلول عام 2020.

وتُقدر الحكومة الكورية أن تبلغ المبيعات المتوقعة للصناعات ذات الصلة، التي قد تستخدم البنى التحتية لشبكات الجيل الخامس، ما يُعادل أكثر من 310 مليارات دولار أميركي، وذلك في الفترة بين 2020 و2026، واليابان تسعى إلى توفير شبكات بصورة نهائية عام 2020.

ولأننا في الإمارات إحدى أكثر الدول تطوراً في مجال الاتصالات، فإن الشركة تسير بشكل متميز جداً في التطوير ومواكبة التقنيات العالمية، بوتيرة عالية جداً، فلقد أعلنت «اتصالات»، في نهاية العام الماضي، نجاحها في إطلاق أول شبكة لتكنولوجيا الجيل الخامس ذات النطاق العريض في المنطقة، التي تم نشرها في مرحلتها ما قبل التجارية في مناطق معينة من الدولة، شملت العاصمة أبوظبي وإمارة دبي.

وتم من خلال هذه الشبكة استخدام طائرة بدون طيار ذات تقنيات متطوّرة تعتمد على شبكة الجيل الخامس (5G) ومجهّزة بتقنية الواقع الافتراضي (VR)، وقد بلغت سرعة التحميل 5 غيغابت في الثانية، وسرعة التنزيل 2 غيغابت في الثانية، مع تسجيل وقت استجابة منخفض جداً، علاوة على تحقيق ربط أعداد ضخمة من الأجهزة المتصلة عبر إنترنت الأشياء، وللعلم فإن مثل هذه الطائرة بدون طيار تم عرضها من قبل بعض الشركات العالمية في معرض برشلونة الأسبوع الماضي فقط!

ويُعد النشر الأوّلي لشبكة (5G) في الإمارات عاملاً رئيساً في تمكين الثورة الصناعية الرابعة، فضلاً عن قدراتها الهائلة على خلق فرص لنماذج أعمال جديدة ومبتكرة، بما في ذلك أنظمة التنقّل الذكي، وسيارات التحكم الذاتي، ومجالات الرعاية الصحية، والتعليم، وغيرها من المجالات المختلفة، باختصار فإن الثورة القريبة المقبلة هي ثورة تقنية سرعات الإنترنت والهواتف المتحركة، فهي التي ستشغل جميع أشياء المستقبل، وبفضل تطور الدولة تقنياً، ووصول «اتصالات» إلى مراحل متقدمة جداً في التقنية، فإن الإمارات ستكون فرس رهان في تقنية الـ5G في منطقة واسعة من العالم من دون شك، وهذا إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات دولة الإمارات.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

تويتر