صندوق الوطن.. نماذج وطنية مشرّفة.. وفي انتظار البقية!

الإمارات زاخرة بنماذج وفية ومخلصة، من التجار ورجال المال والأعمال، الذين يتحلون بحس المسؤولية الوطنية، ويبذلون جهوداً جبارة في سبيل تنمية المجتمع، ويقفون صفاً واحداً لدعم جهود الدولة في الاهتمام بالإنسان الإماراتي، وتوفير التسهيلات كافة له لحياة راقية مناسبة.

هذه النماذج الوفية بدت واضحة في إنشاء صندوق الوطن، الذي تكوَّن بمبادرة ذاتية من مجموعة من رجال الأعمال، بهدف تقديم الدعم لبناء الكفاءات الوطنية الشابة، وإعداد وتأهيل أبناء الوطن لمواجهة التحديات المستقبلية، هذه المبادرة خرجت منهم، دون أي تدخل حكومي، فقط هو شعور بالمسؤولية الوطنية، ورغبة صادقة في رد جزء بسيط من جميل هذا الوطن، فأنشؤوا الصندوق، وأسهموا بأموالهم فيه، بل إن بعضهم أوقف بناية تجارية لدعم هذا الصندوق، ودعم أهدافه المركزة لمصلحة شباب الإمارات.

هي بادرة طيبة، ومبادرة مشرفة، وهؤلاء التجار الذين أسسوا الصندوق يستحقون كل شكر وتقدير واحترام، فالوطن يستحق منهم ومنا الكثير، وما قدمه لنا لا يمكن حصره، أو قياسه، ويكفي أننا جميعاً نعيش تحت ظل هذا الوطن في أمن وأمان واستقرار، لا نشعر بخوف، ولا يساورنا القلق، بينما هناك رجال يسهرون الليل ويبذلون الجهود، ويضحون بأعمارهم وراحتهم، داخل الدولة وخارجها، دون أن نشعر بهم، فقط كي نعيش نحن وأبناء الإمارات في خير وأمن.

كل ما نتمناه اليوم أن تكون هذه النماذج الوطنية من رجال الأعمال أسوة حسنة للبقية، وأن يحرك تحركهم مشاعر الآخرين من التجار ورجال الأعمال للتبرع لصندوق الوطن، الذي لا يطلب رقماً خيالياً أو كبيراً، بل يكفيه لو خصص كل تاجر ولو 1% من عائد تجارته، ليكون قدوة أمام أبنائه وبقية أفراد المجتمع، ويستطيع بذلك أن يصنع فرقاً كبيراً، ويسهم في تطوير شباب وطنه وتمكينهم، من خلال المشروعات المبتكرة التي سيشرف عليها صندوق الوطن، لدعم وتأهيل الشباب.

عدد التجار الذين أنشؤوا وأسهموا في صندوق الوطن، إلى اليوم، قليل جداً، إذا قورنوا بالعدد الإجمالي لتجار الإمارات، ما يجعلنا نتساءل عن البقية، أين هم؟ لماذا لا نراهم ولا نسمع عنهم، ولا نرى أثرهم في أي مبادرات وطنية أو مجتمعية؟ لماذا يصرون على الأخذ، ويتجاهلون العطاء، مع أنهم جميعاً يعلمون أنه لولا هذا الوطن وقادته ورموزه لما أصبحوا يوماً تجاراً، ولما دخلوا عالم المال والأعمال من أي باب؟ وليس سراً أبداً إذا قلنا: إنه لا يوجد تاجر واحد في الإمارات استطاع بناء ثروته بنفسه، دون دعم أو مساعدة من الحكومة أو شيوخ هذه الدولة، لا يوجد أبداً.

عدد الأثرياء في الإمارات يبلغ أكثر من 72 ألف ثري، وهم يدركون أن هذا الخير جاءهم من خير هذا البلد، وسياساته الاقتصادية المرنة، فلو أسهم 25% من هؤلاء الأثرياء، على أقل تقدير، بمبلغ مليون درهم للصندوق في السنة، فسنتمكن من جمع 18 مليار درهم سنوياً، ولو تم وضعها في استثمار بربح 5%، فسيكون مقدار الربح 900 مليون درهم في السنة، ولاشك في أن هذا المبلغ سيسهم بشكل فاعل في رعاية الطاقات الشابة والموهوبة، وسيعمل على تطوير كفاءتها، بما يسهم في تعزيز مسيرة الدولة.

مازالت الأبواب مفتوحة للجميع للانضمام إلى هذا الصندوق، ورد جزء بسيط من جميل هذا الوطن عليهم، خصوصاً أن صندوق الوطن يتبع سياسة مفتوحة أمام التجار، لمن يرغب في التبرع، وتقديم مبالغ لدعم الشباب، فشكراً لمن أسهم، وشكراً لمن سيسهم، ولا عزاء لمن يبخل على وطنه وأهله ومجتمعه.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة