ملح وسكر

لا تنسوا المنتخب

يوسف الأحمد

انشغال الوسط الكروي بالمشاهد المتلاحقة لأحداث الساحة الرياضية أنساه نوعاً ما أموراً عدة بعضها في غاية الأهمية، كاستحقاق المنتخب الوطني المقبل الذي تنتظره مهمة شاقة نحو استكمال مشواره من أجل الوصول إلى مونديال 2018.

جولة بعد أخرى ترتفع معها أسهم فريق الجزيرة لمعانقة درع دوري الخليج العربي، فالمؤشرات تدل على ذلك.

هي حالة يعتبرها البعض صحية ولها تأثير إيجابي في الجهازين الفني والإداري، اللذين ينشدان العمل في جو هادئ ومريح كي يعزلهما عن الضغوط والمنغصات التي تأتي بفعل تشنجات التسليط الإعلامي وردة فعل الجماهير عليهما، وهو ما يتسبب عادةً في شحن الأجواء وتأزيمها، الأمر الذي ينعكس سلباً على جو العمل داخل منظومة المنتخب.

في الوقت نفسه، تعد مهمة المنتخب من أولويات واهتمامات المرحلة الحالية لاتحاد الكرة على الرغم من انشغاله بأزمات ومشكلات الدوري والبطولات المختلفة التي استنفدت جهده ووقته من أجل إيجاد حل ومخرج نهائي يغلق ملفها الشائك، الذي أقحم الوسط في دوامة من المشكلات المبنية على فرضيات واستنتاجات عنوانها ومضمونها زعموا وقالوا.

ولعل حالة الغليان التي بدت عليها تلك الأحداث قد وجهت أطراف العلاقة للتركيز على المسار الذي يهمهم ويعنيهم من خلال العزف على اللحن الذي يجيدونه، والذي يقودهم في نهاية المطاف إلى تحقيق مآربهم ومصالحهم فقط دون اكتراث للعواقب الأخرى.

ومما لاشك فيه أن هذه القضايا وتضارب الرأي حولها أظهر نوعاً من الضبابية والتباين، بل أعطى إحساساً بأن هناك اختلافاً للرأي حول تلك القضايا التي تستوجب موقفاً موحداً لحسمها، فالتجاذب في الآراء صحي ويسهم في بناء مخرجات ذات أساس سليم وقوي، لكن الأمور مثل اتضحت للشارع الرياضي بدت وكأنها تفتقر للانسجام، كما أن بعض النفوس بحاجة للتصافي في ما بينها كي تواصل السفينة سيرها لبر الأمان، لأن اختلاس الأخبار من تحت الأبواب خلل لابد من إصلاحه قبل فوات الأوان!

جولة بعد أخرى ترتفع معها أسهم فريق الجزيرة لمعانقة درع دوري الخليج العربي، فالمؤشرات تدل على ذلك، خصوصاً أن العنكبوت ازدادت قناعته وثقته بنفسه بأنه بات مهيئاً لكسب الدرع بعد المستويات والنتائج المميزة التي حققها، حيث اجتاز جميع منافسيه وأنهى تلك المواجهات لمصلحته، كما أن تعثر منافسيه جاء ليصب في مصلحته، وساعده على البقاء وحيداً محلقاً في الصدارة، فالجزيرة يعيش حالة استثنائية هذا الموسم بفضل الاستقرار الفني والإداري، بالإضافة إلى بصمة الهولندي تين كات الذي تمكن من تكوين شخصية وهوية للفريق بعد مواسم متعثرة أفقدته بريقه ولمعانه الذي كان عليه سابقاً، ولو استمر سيناريو الجولات على حاله فمن الجائز أن يتوج العنكبوت مبكراً بطلاً للدوري، وقبل إسدال ستارة الموسم!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر