ملح وسكر

خطوة أولى يا زعيم

يوسف الأحمد

بعد أن حجز البنفسج مقعده الرسمي في نهائي دوري الأبطال الآسيوي، مؤكداً حظوظه في نيل شرف الزعامة أو الوصافة على القارة، أصبح النزال المقبل في كوريا الجنوبية بمثابة الخطوة الأولى للتتويج الآسيوي، حيث يتطلب ذلك مضاعفة الجهود، والسعي نحو تقديم مزيد من العطاء، والروح العالية لمقارعة شونبوك الكوري، الذي لن يكون سهل المراس في أرضه وبين جماهيره.

• العين سينجح في حال عمل على ترويض خصمه، وتكييف ظروف اللقاء لمصلحته، من خلال التعامل بمنطقية وواقعية مع منافسه.

ولعل الوصول إلى نهائي البطولة هذه المرة قد تمخض بعد وضع عسير عند البدايات، بسبب العثرات والمطبات التي وقعوا فيها، لكنهم تمكنوا من اجتيازها باقتدار، مستندين إلى الخبرة والحكمة التي تميزوا بها في معالجة تلك الظروف، التي كادت تنسف العمل والتضحيات التي بُذلت لخوض غمار هذا التنافس، لولا تدارك الأوضاع واستشعار المسؤولية، وتصحيح الأخطاء التي أعادتهم إلى مسارهم الطبيعي المعتاد.

ورغم صعوبة المنافس على أرضه، إلا أن العين سينجح في حال عمل على ترويض خصمه، وتكييف ظروف اللقاء لمصلحته، من خلال التعامل بمنطقية وواقعية مع منافسه، كون العودة بنتيجة إيجابية (أياً كانت) من كوريا ستسهل مهمته في استاد هزاع بن زايد، وستزيح عن كاهله الضغوط التي ستتراكم في حال لو خرج وعاد بنتيجة سلبية «لا سمح الله». إلا أن ما يميز البنفسج امتلاكه الأدوات التي ستعينه على مواجهته المصيرية المقبلة، خصوصاً أن المجموعة الحالية نجحت في تحقيق الشق الأول من الحلم، بالظفر بورقة التأهل والوجود في النهائي القاري محققين مسعاهم على قدر اجتهادهم وعطائهم الذي بذلوه، لذا فإن العين قد طوى صفحات بما فيها من ألوان مختلفة وخطوط متشابكة، لكن تبقت له الآن الصفحة الأهم والأخيرة التي قيمتها تعادل قيمة تلك الصفحات.

ما حدث في الجولات الماضية من أخطاء تحكيمية وقابله اعتراض ورفض، أعاد هذه المسألة الشائكة إلى الواجهة ووضعها فوق صفيحٍ ساخن، تفاعل معها الشارع الرياضي الذي وصلت درجة استيائه إلى حد تحمل بعض الأندية تكاليف استدعاء الحكام الأجانب لإدارة لقاءات الدوري.

وعلى الرغم من أن هذا الجدل لا ينتهي، وتعلو نبرته خارج الجدران في كل موسم، إلا أن ذلك لا يعني أن نضع حبل المشنقة لأصحاب الصافرة، الذين يعتبرون أحد المكاسب لكرتنا، ولا يمكن القبول بنسف جهازهم المهم، كون هذه الأخطاء جزءاً من اللعبة، ولا يمكن منعها، خصوصاً مع الصف الجديد من الحكام، الذي يسعى اتحاد الكرة لصقلهم وتأهيلهم من أجل تثبيتهم والاعتماد عليهم في السنوات المقبلة. صحيح أن بعض الأخطاء فادحة وقاتلة، لكن هل كانت متعمدة أو مقصودة، نستبعد ذلك، بل من الصعوبة بمكان أن يضع الحكم نفسه في طائلة الشك والشبهة. لذلك نقول لأنديتنا وجماهيرنا رفقاً بأصحاب الصافرة، فهم الحلقة المهمة في المنظومة، التي لو اخترقت أو اختل توازنها، فقولوا حينها على دورينا السلام!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر