ملح وسكر

الأخطاء جزء من اللعبة

يوسف الأحمد

يعود التحكيم مرة أخرى ليتصدر المشهد في الساحة المحلية، بسبب التداعيات والمعطيات التي شهدتها الجولات المنصرمة من الدوري والكأس، ولعل وتيرة الانتقاد قد ارتفعت حدتها في هذه الفترة، ووصلت إلى المطالبة بإسقاط لجنة الحكام، وإقالة أعضائها بعد تلك الأخطاء المتواصلة، التي يرى أولئك أنهم من يتحمل وزرها وتبعاتها، كونهم المسؤولين عن تهيئة وإعداد أصحاب الصافرة، واختيار الأنسب لقيادة دفة اللقاءات والمواجهات المختلفة.

التغيير الذي أحدثه العنبري انعكس على أداء ونتائج الشارقة.

والأكيد أن هذا الأمر ليس هو الحل أو عصا موسى التي ستحل هذا الإشكال الذي لن يختفي طالما أن الأخطاء هي جزء مكمل من عناصر اللعبة، ولذلك فإنه من المنطق أن لا ينجر البعض خلف هذه الأصوات، بل عليهم التعقل والنظر إلى الجوانب الأخرى من الأخطار التي ستنجم بعدها.

كما أن استمرارية الانتقاد الشرس ستخلق نوعاً من عدم الثقة لدى الحكم الإماراتي، وستهز من صورته وشخصيته أمام الجماهير واللاعبين، وهو أمر خطر ستكون له أضرار وعواقب سيدفع ثمنها الحكم أولاً ثم الأندية، وستكون الرياضة الإماراتية الخاسر الأكبر، لأنها ستخسر أحد مكتسباتها الوطنية التي تنافس وتباهي بها إقليمياً وقارياً، لذلك نحن نقول الحل لن يكون بهذه الطريقة، وإنما بمعرفة مكامن الخلل والضعف ثم العمل على تحسينها وتطويرها، من أجل التقليل من الأخطاء التي أثارت حفيظة الأندية وجماهيرها!

التغيير الذي أحدثه عبدالعزيز العنبري، مدرب فريق الشارقة، انعكس على أداء ونتائج الفريق خلال الجولات الماضية، التي أعادت الروح المفقودة للفرقة البيضاء وغيرت صورة الفريق بشكل كامل، ما أنعش آمال وتطلعات جماهيره بعودة الملك إلى مساره الصحيح ولوضعه الطبيعي المعروف عنه.

وعرف العنبري كيف يعيد تشغيل الأدوات المعطلة لفرقته، حيث اجتهد على العامل النفسي أولاً، ثم أعاد ضبط أوراق فرقته بمنحها الأريحية والمرونة والانضباط، الذي أشعل ما بداخلها وجعلها تتوهج داخل الملعب محدثةً انقلاباً وتغيراً فنياً كبيراً جعلها تتصدر نجومية الأسابيع الماضية.

والمؤكد أنه على لاعبي الشارقة المحافظة على هذه المنظومة، حتى لا يقال بعدها أنها كانت فورة مؤقتة!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر