هل فعلاً نستحق الأفضل؟

ما مدى رضاك عن وظيفتك؟ هل أنت سعيد في عملك؟ هل هذا العمل يرضي طموحك؟ هل علاقتك ممتازة مع مديرك؟ هل تعتقد أن مديرك يقدرك ويقدر جهودك؟ إذا كانت الإجابة بنعم فهذا شيء رائع وهنيئاً لك. أمّا إذا كانت الإجابة بلا، وأتوقع أن 80% قد تكون إجابتهم «لا»، فقبل أن يكيلوا اللوم لمديريهم أو لبيئة العمل، ربما من الأفضل أن يراجعوا أنفسهم ويروا الصورة مجردة، أي بناءً على الحقائق التي يمكن قياسها ومن دون أهواء أو مبالغة في تقدير الذات، وليسأل هؤلاء أنفسهم متى كانت آخر مرة قرأوا كتاباً أو حضروا محاضرة في مجال عملهم.

مسؤولية التطوير والتعلم هي مسؤولية مشتركة بين المؤسسة والموظف.

يبدو أن أغلبية الناس يبالغون في تقدير إمكاناتهم ومهاراتهم، وقد يصلون إلى مرحلة يرون فيها المكان صغيراً عليهم، وأنهم يستحقون أكثر من ذلك وأن المؤسسة لا تكافئ جهودهم. ولكن بنظرة بسيطة لو سألتهم عن المهام والأهداف التي حققوها لمكان عملهم لوجدت أنها أمور عادية، وأنهم لم يستخدموا إمكاناتهم التي يتحدثون عنها في إضافة قيمة حقيقية إلى العمل، وهناك الكثيرون يرون أنهم أكفأ من مديريهم وأنهم هم من يجب أن يكونوا في مقعد المدير. يحكي لي صديق عن بعض موظفيه الذين لا يستطيعون أن يكتبوا رسالة سليمة باللغة العربية من دون أن يراجعها بنفسه، مع أن المراسلات باللغة العربية هي من صميم عملهم، ولم يحاول أحد منهم تحسين لغته، ما اضطره إلى إحضار مدرس ثانوي لإعطائهم دورة في اللغة العربية علماً بأنها لغتهم الأم.

هناك فئة من الموظفين لا يستطيعون حتى إعداد تقرير بسيط عن مهام عملهم، أو القيام بعملية بحث عن معلومة، ولا يرغبون في تطوير أنفسهم ومع ذلك فدائماً يلومون الإدارة، لا شك في أن الإدارة مسؤولة عن تهيئة بيئة العمل وبيئة التعلم الملائمة، ولكن التعلم في نهاية المطاف هو أمر «اختياري»، فماذا لو أرسلت الإدارة موظفيها لحضور دورة تدريبية، ولكن كان اهتمام الموظفين هو الخروج مبكراً من الدورة، بل الأسوأ من ذلك أن بعض الموظفين يقومون بإعطاء تقييم مرتفع للمدرب الذي يتساهل معهم في الحضور والانصراف، أما إذا كان ملتزماً بوقت الدورة فسينال تقييماً ضعيفاً من المتدربين؟!

إذا كنا نعتقد أننا نستحق أفضل مما لدينا الآن، ماذا فعلنا للوصول إلى الأفضل؟ إن مسؤولية التطوير والتعلم هي مسؤولية مشتركة بين المؤسسة والموظف، فالتعلم هو اختيار فردي، ولابد أن تتوافر الرغبة مع المقدرة على التعلم حتى يصبح تعلماً فاعلاً يضيف قيمة إلى حياة الإنسان. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة