وجهة نظر

مهدي ومنتخب الإمارات

مسعد الحارثي

كثر الحديث في الفترة الماضية عن المدرب الوطني مهدي علي، مدرب منتخبنا الأول، بخصوص تجديد العقد بينه وبين اتحاد الإمارات لكرة القدم خمس سنوات.

واختلفت الآراء، والاختلاف لا يفسد للود قضية، فالبعض يرى أنه قرار خاطئ من اتحاد الكرة بتجديد العقد مع الكابتن مهدي مع أنه بسلبياته قبل إيجابياته حقق مع المجموعة التي اختارها من اللاعبين ما لم يحققه الكثيرون من المدربين الأجانب.

ارتفع سقف طموحاتنا في نتائج المنتخب مع مهدي علي.

الاستقرار الذي توافر للمنتخب هو السبب الرئيس في تحقيق النتائج الإيجابية.

وقد اختلف معه في بعض الأمور، لكن الرجل يعمل ويخلص في أداء العمل المسند إليه.

نحن جميعاً أمام تصفيات آسيا، والبعض يشكك في قدرات الكابتن مهدي علي، ولا أعلم هل هي عقدة «الخواجة» أم أنها غيرة من تميز نتائجه وتقدم تصنيف المنتخب.

والغريب المضحك من بعض الزملاء الإعلاميين والمحللين في البرامج الرياضية أنهم يتحدثون كأنهم يبيعون الكلام ويطبقون مبدأ «لسان بلا عظم»، أي أن كلامهم على حسب موجة مقدم البرنامج إن كان مع أو ضد، ونسوا أننا منذ فترة لم نذق طعم السعادة بسبب النتائج المخيبة للآمال.

لكن الوضع اختلف تماماً مع مدرب المنتخب مهدي علي، وأصبحنا نطالب بالمزيد، وارتفع سقف طموحاتنا في نتائج المنتخب بسبب الاستقرار الذي عمل عليه مهدي علي والطاقم الفني والإداري.

وقد يكون ارتفاع سقف الطموحات لدى الإخوة المحللين في القنوات الرياضية هو السبب الرئيس في انتقادهم للمدرب مهدي علي، وتناسوا كل الإيجابيات التي حققها منذ توليه المهمة، وتناسوا الأرقام والإحصاءات.

والمشكلة أن آراءهم قد تؤثر وتشوش على عمل المدرب واللاعبين خلال المرحلة المقبلة، فقد تصوروا أن المنتخب لا يخسر، ما جعلهم يستغربون برونزيته في خليجي الرياض، مع أن كرة القدم فوز وخسارة.

وهذا الأمر ليس بغريب في كرة القدم، فأي منتخب معرّض للخسارة في أي مباراة، وليس هناك من شيء مضمون قبل أي لقاء، وما حصل للمنتخب في بعض المباريات خلال العام الجاري أمر متوقع، كما أنه إجمالاً حقق نتيجة جيدة في دورة الرياض وخرج بصعوبة كبيرة امام المنتخب السعودي.

ومع أنني أتفق على وجود بعض السلبيات التي يحق للجميع أن يبدي رأيه فيها للمصلحة العامة، لكن ليس بالتقليل من إمكانات المدرب، حتى لا نتناسى ما قدمه في عمله من إنجازات نفخر بها جميعاً، ولا يحق لنا أن نتناسى الفرق قبل أن يتولى تدريب المنتخب والفترة الحالية.

الاستقرار الذي توفر للمنتخب هو السبب الرئيس لتحقيق النتائج الإيجابية، وقد أتفق وأختلف مع المدرب مهدي في الكثير، لكنني أحترم عمل هذا الرجل الذي صدم الكثيرين بما حققه مع المنتخب الأولمبي وحالياً مع منتخب الإمارات الأول، وأقدر له علاقته المميزة مع جميع اللاعبين داخل الملعب وخارجه، فهو يعد الأخ الأكبر للاعبين، وقريب منهم عند حاجتهم للجرعات التحفيزية.

اختلفنا من يحب منتخب الإمارات أكثر، واتفقنا على أننا جميعاً نعشق الإمارات، وواجبنا الوطني يحتم علينا التكاتف جميعاً دون استثناء لدعم المنتخب في المراحل كافة، وواجب علينا أن ننتقد لتحسين الأداء، وبطريقة يتقبلها الطرف الآخر بصدر رحب.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر