وجهة نظر

تقييم الأداء وتكرار الأخطاء

مسعد الحارثي

انتهى الموسم الرياضي، ومن المفترض أن الأندية تعد العُدة لتقييم الموسم، وكذلك اتحاد الكرة ولجنة المحترفين ولجنة الحكام واللجان القانونية وغيرها من اللجان، لكن هناك الأهم من عملية التقييم، وهو الصدقية مع الذات في التقييم، وبعدها العمل على تفادي الأخطاء نفسها في الموسم الذي يليه، لأن أغلب إدارات الأندية حتى عمل بعض اللجان في اتحاد الكرة مجرد «حبر على ورق»، ما يجعل التقييم حصرياً على الإدارة المعنية أو اللجنة المعنية، مع ان هناك شركاء وأطرافاً، ولا يحق لإدارة الاتحاد ولا إدارات الأندية أن تتجاهلهم، والأطراف بالنسبة لاتحاد كرة القدم هم الإدارات واللاعبون وجماهير الأندية ووسائل الإعلام، وكذلك بالنسبة للأندية، فاتحاد الكرة ولجانه ولجنة دوري المحترفين واللاعبون والجماهير والإعلام هم اطراف وأركان اساسية يجب على كل إدارة وضع هذه الأطراف في تقييماتها، ويجب ان تكون لآرائهم آذان صاغية وأهمية في عملية تقييم الأداء.

«هل تعاقدات الأندية مع اللاعبين مخطط لها، أو نسير على مبدأ السوق وما توافر فيها؟».


«يجب على كل إدارة العمل بطريقة علمية، لأن الإدارة علم يُدرّس».

مخطئ من يعتقد ان الموسم الرياضي انتهى، والتجهيز والاستعداد للموسم المقبل يفترض أن يبدأ قبل انتهاء الموسم الرياضي، ونلاحظ أن هناك هدوءاً خلال هذه الفترة، وهناك إدارات تعمل ويغلب هذه الفترة تعاقد الإدارات مع اللاعبين والمدربين الجدد، لكن هل هذه التعاقدات مخطط لها، أو أنه المتوافر في سوق اللاعبين والمدربين؟

إدارة اتحاد الكرة واللجان التابعة لها وأغلب إدارات الأندية منذ سنين تكرر الأخطاء نفسها، ويبدو أنها تتعاقد مع تجديد الأخطاء لضمان الاستمرارية، ما يصيبنا ويصيب الشارع الرياضي بالحزن والأسى على حال كرة القدم، وهذا الحزن والأسى لأن لدينا الأفضل والأرقى، لكن تخيل، عزيزي القارئ، أن كل ما يرتبط به اسم الإمارات يدل على التميز، وهي السمة التي تعمل عليها قيادتنا الرشيدة، وتحدي الصعوبات وتحقيق الإنجازات التي تبهر العالم، إلا أنه في كرة القدم لانزال في درجة حرارة «تحت الصفر»، لأسباب، منها أن عملية التقييم مرتبطة بالنتائج فقط، والتقييم حصري على الإدارات واللجان، لأنها في وجهة نظرها، ان الآخرين يحقدون عليها، سواء كان لاعباً أو احد الجماهير أو وسائل الإعلام، ويحبون مبدأ «استر علينا الله يستر عليك»، لإظهار الحسنات وتخديرنا وتخدير الشارع الرياضي عن العيوب، لكن مع الأسف انها لا تستفيد من الأخطاء المتكررة.

يجب على كل إدارة العمل بطريقة علمية، لأن الإدارة علم يُدرس، وعليها تحديد الأهداف وفقاً للامكانات المالية والبشرية، وتحديد آلية العمل المنطقية لتحقيق الأهداف، ومن ثم تتم عميلة التقييم لمعرفة مستوى الإدارة في تحقيق الأهداف، ونحن امام مقارنة، أين اتحاد الكرة بالنسبة للاتحادات في الدول الأخرى؟ وعمل إدارات الأندية ومعظم هذه الإدارات إلى اليوم لا تقيم بطريقة صحيحة، لكنها تعالج بطريقة خاطئة، وأسهل علاج هو إما تغيير المدرب أو تغيير اللاعبين الأجانب أو المواطنين وهذا أسهل الحلول لتخدير الجماهير مؤقتاً.

معظم الإدارات في مجال الرياضة، رغم الدعم الكبير لاتزال مستمرة في التخبط الإداري الذي يؤثر سلباً في التطور، وفي تحقيق النتائج على المستوى الإقليمي والعالمي.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر