مختبر الإبداع الحكومي.. ويتوالى مسلسل أفضل الممارسات

أفضل الممارسات مصطلح مشهور، يدل على التجارب الإنسانية التطبيقية في مختلف المجالات، التي أثبتت تفوقاً على غيرها من حيث النتيجة والأثر في المجتمع والبيئة، والتعبير شائع في أدبيات الإدارة، وعلى قدر شهرته وانتشاره فالتطبيقات التي تعتبر أفضل الممارسات محدودة بالنسبة لغيرها، المتكلم بها كثير، والعامل بها قليل.

الممارسات نفسها معروفة، وهي على محدودية التطبيق معمول بها في مجتمع الأعمال، وإنما الجديد في دولتنا أن هناك قادة أصحاب رؤية، تبنوا هذه الممارسات، ودعموا تطبيقها على مقياس كبير، منها «العصف الذهني الكبير» الخاص بالتعليم والصحة على مستوى الشعب، ثم الخلوة الوزارية بجزيرة صير بني ياس، حيث كان من فعالياتها «مختبر الإبداع الحكومي» على مستوى الحكومة الاتحادية.

ونتيجة للنجاح الكبير الذي حققه «مختبر الإبداع الحكومي»، فقد وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتعميم التجربة على جميع الجهات الاتحادية، كممارسة قياسية ورسمية معتمدة لتطوير الخدمات الحكومية، ومواجهة التحديات الميدانية، والإسهام في رفع كفاءة وأداء العمل الإداري الحكومي. ولم يكتفِ سموه بمجرد التوجيه، وإنما حضر جانباً من جلسات المختبر الذي عقدته وزارة الصحة، وتبادل سموه الأفكار مع المشاركين، واستمع إلى آرائهم، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، في رسالة واضحة بمدى اهتمام القيادة العليا بهذه الممارسات، وبالطبع ما يطرح خلالها من موضوعات.

وإضافة إلى رسالة اهتمام ودعم القيادة، يستطيع المتابع الفطن أن يتلمس رسائل عديدة من خلال حضور سموه هذه الفعالية الإبداعية: أولاها التكامل بين الخطط والمبادرات، فمختبر الإبداع الحكومي لوزارة الصحة تناول بتفصيل أكبر المبادرات التي تم طرحها في مختبر الإبداع لمجلس الوزراء، التي بدورها تصب في محور «نظام صحي بمعايير عالمية» من محاور الأجندة الوطنية.. رؤية الإمارات 2021.

رسالة أخرى بخصوص التكامل بين جهود الحكومة الاتحادية والدوائر المحلية، ومباركة سموه خلال الزيارة جهود فريق العمل الذي عمل على إنجاز مبادرة توحيد معايير الأطباء ومختصي الرعاية الطبية، والمكون من هيئة الصحة في أبوظبي، وهيئة الصحة في دبي، ووزارة الصحة، وتشديد سموه على أن العلاج أينما وجد هو حق للمواطنين ليتمتعوا بصحة جيدة.

رسالة ثالثة أن الحكومة جادة في تطبيق المبادرات، ورسالة أخيرة أن الخدمات الصحية ليست استثناء من الخدمات الواجب إيصالها إلى الجمهور، بل هي أولى من غيرها؛ إذ وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بضرورة تنفيذ برنامج للرعاية الصحية المتنقلة، لإيصال الخدمات للجمهور في مناطقهم، خصوصاً لكبار السن.

إن حثّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الجهات الحكومية للإسراع بتنفيذ مختبرات إبداع مماثلة لم يأتِ من فراغ، بل لأهميتها في تطوير العمل الحكومي، ولكونها تمثل وسيلة للإبداع والعصف الذهني.

ولا يفوتني في نهاية هذه السطور في مقام الكلام عن الصحة أن أدعو الله العلي القدير أن ينعم بالشفاء العاجل وبتمام الصحة والعافية على راعي نهضتنا الحديثة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، آمين.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.