5 دقائق

الإمارات بلد الإسلام والسلام

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

إن من نافلة القول أن نبين أن الإسلام هو الدين الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والشريعة الإسلامية مصدر رئيس للتشريع فيها، ولغة الاتحاد الرسمية هي اللغة العربية، فذلك ما تضمنته المادة السابعة من دستورها، وإنما قد يحتاج المرء إلى بيان ذلك يوم أن يسمع صوتاً نُكراً، يدعو إلى فتنة أو يبذر فتنة، فعندئذ يحتاج إلى توضيح الواضحات التي تعامى عنها، ليكون ذلك البيان داحضاً لقوله وفتنته.

«الإمارات دولة سِلم وإسلام، ولم تكن يوماً ما معادية لأمة أو حكومة، فضلاً عن أن تعادي منهجها وتراثها وشرع ربها، فتأريخها القديم والحديث شاهد لها بكل خير».

وليس يصح في الأذهان شيء * إذا احتاج النهار إلى دليل

فمن تكون عقيدته إسلامية، ومنهجه الخاص والعام إسلامياً، ودستوره إسلامياً، وشعائر الإسلام في بلده ظاهرة، وتعامل الناس به قولاً وفعلاً وحكماً واحتكاماً، ومن يحرص على مد يد المساعدة والعون والنصرة للمسلمين في شتى بقاع الأرض، ومن يذود عن حياضهم بما لديه من قدرة وحيلة.. هل يصح أن يقال عنه: إنه يعادي الإسلام أو الحكومات الإسلامية؟!

سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم، ألا فما أجدرنا بقول القائل:

ما ضر شمس الضحى بالأفق طالعة * أن لا يرى ضوءها من ليس ذا بصر

نعم إن العصبية للنفس والرأي قد تمنع المرء أحياناً أن يقول العدل الذي أمر الله تعالى به {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}، وهذا أمر مقيت في نظر الإسلام، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، أوصى أمته بأن تقول الحق وإن كان مراً، لا أن تتعامى عنه وتقلبه إلى باطل، فذلك مما يسأل عنه المرء يوم أن يقدم على ربه {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}، والمرء معرض بمثل هذا القول لسخط عظيم من عالم السر والخفايا سبحانه، فقد صح «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب»، فهل تبين القائل من كلامه الذي ألقاه على عواهنه عن دولة إسلامية عريقة، وأمة إسلامية عريضة، وأفعال إسلامية شهيرة، كان بحسبه أن يذكر مآثر شيوخها في الإسلام وأهله، وسلوك شعبها، الذين امتدحهم النبي صلى الله عليه وسلم، بقوله «لو أهل عمان أتيت ما ضربوك ولا سبوك».

الإمارات دولة سِلم وإسلام، ولم تكن يوماً ما معادية لأمة أو حكومة، فضلاً عن أن تعادي منهجها وتراثها وشرع ربها، فتأريخها القديم والحديث شاهد لها بكل خير، وما اجتمعت قلوب الشعوب على محبةٍ وتقدير أمةٍ، كما اجتمعت على محبة وتقدير الإمارات.

الناس أكيس من أن يمدحوا رجلاً * حتى يروا عنده آثار إحسان

كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

تويتر