مزاح.. ورماح

«غد ريّال!!»

عبدالله الشويخ

ذهبت إليه بحسن نية!

لو كنت أعلم أن البحر عميق ما أبحرت!

سعيداً دخلت مجلسه وأنا أحمل كيلوغرام بُن ونصف كيلوغرام معسل، وبطاقة جميلة مكتوباً عليها: مبروك الماستر وعقبال الدكتوراه!

لم يكن صديقي في مزاج يسمح بالمجاملات مطلقاً، لم يكن في مزاج للاحتفال أصلاً، ألقى الشهادة في وجهي، هناك شيء غريب في المشهد! ثم نال وجهي جزءاً كبيراً من ماكروباته اللزجة أثناء لفظ حروف الثاء والشين والسين وهو يروي قصته.

«هل تعتقد حقاً أنه بقي في المجتمع من يقيمك بناء على شهاداتك؟!» .

ولكن صوتك أيضاً جميل يا صديقي وألبومك الأخير حقق شهرة جيدة!

«اخرس ولا تقاطعني حين أكون (محرجاً)! الناس لا تقيمك في هذه الأيام إلا بطريقة تعاملك مع الذبيحة!! هذه هي الحقيقة الوحيدة».

عفواً صديقي، قلت لي ماجستير في شو؟

نظرة أخرستني وهو يكمل روايته: «التعامل مع الذبيحة فن يتم تقييمك عليه اجتماعياً، بغض النظر عن سنين الكدح والنكد والغربة في الجامعة، تحضر تلك الوليمة مع أفواج البشر وغير البشر، تعاملك مع اللحم وطريقتك في توزيعه على الضيوف الذين لا يعرفون الحياء، يدلان على موقعك في سلم الرقي القبلي، أهم شيء هو مقدار تحملك لسخونة اللحم وأنت تقطعه بيديك، وعييييب أن يظهر عليك أي ملمح فيه إشارة إلى الألم، أما أن تقول (أي) أو (أح)، فقد حكمت على نفسك بوصمة عار لن تمحى، ولا تستبعد أن تسمع من طرف المجلس: وأبووي عليك».

إظهار الألم كما تعلم لدينا كعرب غير جائز عرفاً، وكلمة آه لا يمكن أن تقولها إذا كنت بشراً، العاقل في العزيمة سيأخذك إلى زاوية أخرى ـ غير زاوية راعي الوابوييه ـ ويقول لك بلهجة العالم ببواطن الأمور: «لا تظهر الألم، واختر الحل الأصعب للحياة»،

انتبهت إلى الشيء الغريب في المشهد، لقد ألقى شهادته بيده اليسرى!

ستحاول تغيير ربعك! أنا فهمتكم!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر