من المجالس

المشروعات بعد الخدمات

عادل محمد الراشد

نجحت مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في تنمية المناطق البعيدة عن المدن الكبرى، فانشقت طرق جديدة وقامت مستشفيات ومراكز صحية ومدارس وأسواق حديثة، وبنيت آلاف المساكن اللائقة والمساجد الفسيحة، وتم إنشاء المزيد من مرافق الخدمات الكبرى، مثل محطات الكهرباء والمياه. والمبادرات مستمرة في تطوير وتنمية المناطق التي كانت تعاني اختلالاً في مستوى الخدمة مقارنة بمدن أخرى حتى تكتمل الصورة التي رسمت في الخطة الاستراتيجية للحكومة، فلا يكون في دولة الإمارات مناطق نائية مهمشة ومناطق مركز تستحوذ على كل شيء

وهذا يعني تشجيع سكان تلك المناطق على الاستقرار في مدنهم وقراهم والعمل على تعميرها بعد أن يشعروا بتوفير كل متطلباتهم المعيشية. ونظراً للكثافة السكانية الوطنية التي تتمتع بها هذه المناطق، خصوصاً من فئة الشباب، واستحواذ الإناث على نسب كبيرة من هذه الشريحة التي تعلمت وتخرجت في الجامعات، فإن الخطوة التالية بعد توفير الخدمات والبنية التحتية التي ستضع تلك المناطق في قلب الحدث الإماراتي المتقد، ستكون نقل العديد من قطاعات الأعمال ومؤسسات الإنتاج التي توفر المزيد من فرص العمل وتستطيع امتصاص الكثير من المواطنين العاطلين والعاطلات الذين تحول المسافات إلى أبوظبي ودبي دون التحاقهم بسوق العمل. في الدول المتقدمة، التي تسير دولتنا الفتية للحاق بها، تتوزع أسباب الحياة على كل رقعة الوطن وتنتشر المشروعات الكبيرة والصغيرة في كل زوايا الدولة، وتأخذ كل المناطق فرصتها في العيش دونما حاجة إلى الهجرات الجماعية والتمركز في العواصم ومحيطها، فتحقق التوازن في كل تفاصيل الحياة. ولأسباب اجتماعية وثقافية يبدو مجتمعنا أحوج لمثل هذا التوزيع المتوازن للفرص كما للجغرافيا.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

تويتر