وجهة نظر

تحت الطاولة

حسين الشيباني

«تحت الطاولة» عبارة دخيلة على مجتمعنا الرياضي، لكن بعد تطبيق الاحتراف أصبح مصطلح «تحت الطاولة» هو اللغة السائدة في اروقة التفاوض مع اللاعبين المحترفين من جانب إدارات غير محترفة في الحفاظ على المال العام.

لغة المال هي لغة الجميع، قضت على كثير من المبادئ والقيم والانتماء، اصبحت الأولوية، كيف يتم تقييم اللاعب مالياً؟ وما الأسس والمعايير التي تحدد سعره في سوق انتقالات اللاعبين؟ نجد اندية تتأخر في دفع رواتب موظفيها وفي الوقت نفسه تشتري لاعباً عادياً بملايين الدراهم، والسؤال يطرح نفسه كيف قيّم هذا اللاعب؟ ومن الذي حدد سعره؟ وهكذا نجد بعض الغموض وعدم الشفافية ووجود شكوك في أي عملية انتقال لاعبين، وعدم وجود آلية لحد اقصى في التعاقد، لماذا تغيب الشفافية في الإعلان عن العقود الحقيقية وقيمة اللاعب الأصلية ودخله السنوي؟
المبالغة الشديدة في عقود ورواتب اللاعبين جعلت مستواهم في انحدار شديد، وحولتهم إلى أشخاص ماديين وغير طموحين إطلاقاً لتطوير مستواهم الفني، ومن ثم التفكير في الاحتراف الخارجي، حتى المكافآت التشجيعية تحتاج إلى ميزانية خاصة اخرى غير العقود الخرافية والرواتب العالية وحتى مكافآت الفوز عند بعض الأندية في المباراة الواحدة، خصوصاً اذا كانت تصل الى 50 الف درهم لكل لاعب، هكذا يدار نظام الاحتراف في أنديتا للأسف، إدارات تدير الأندية بمبدأ «مال عمك ما يهمك».

اصبح اللاعبون من دون مبالاة إطلاقاً، حسابه البنكي عامر بالملايين، ومن هم كي تصل عقودهم ورواتبهم الى الملايين؟ ماذا قدموا للمجتمع بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص؟ وما مردودهم في الاستثمار الرياضي والكروي؟ أرجوكم أوقفوا نزيف الأموال، لم نسمع من اللاعب الأرجنتيني ميسي من خلال تصريحاته، التحدث عن المال، وانما يتحدث عن الألقاب لمنتخبه وفريقه برشلونة الذي يدين له بكثير مما قدم له ناديه من رعاية واهتمام، ولا يفكر في ترك الفريق على الرغم من نجوميته، والعكس تماماً للاعبينا همهم المال والعقد فقط.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا تغير في المستوى الفني للاعبين قبل ألاوبعد الاحتراف؟ والجواب فقط في العقود وتسريحات الشعر ونوع السيارة والرصيد في البنك والبذخ في الصرف على السهرات الليلية! قيمة وحجم بعض الصفقات تساوي الملايين وهم على دكة الاحتياط، وتهدر هذه الملايين وتذهب هباء بلاحسيب ولا رقيب.

يجب على لجنة الاحتراف واوضاع اللاعبين تبني مشروع امكانية وضع حد أعلى لمقدم العقود ورواتب اللاعبين المحترفين، ولابد للجنة من وضع تصور كامل لهذا المشروع من قبل أعضائها، ويطلب من جميع الأندية المطبقة لنظام الاحتراف تقديم المقترحات المتعلقة بهذا المشروع. هناك أولويات أهم من الاحتراف الكروي

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر