منكم السموحة

«رشاش ماء» لا يخترق دفاع تشلسي

أحمد أبو الشايب

لم أجد لفظاً أطلقه على نهائي دوري أبطال أوروبا أفضل من «المسخرة الكروية»، التي جمعت فريقين «صف ثانٍ» لا يستحقان الظهور في هذا المستوى من اللقاءات التي تشوقنا إلى رؤيتها، وانتظرنا الأيام والساعات حتى نستمتع بأهم وأقوى مباراة في القارة العجوز، لكننا صدمنا بالجلوس أكثر من ساعتين ونصف الساعة أمام شاشات التلفاز ونحن «نتململ» ونتأفف ونضرب الكف على الكف من ضعف أداء الفريقين وقلة حيلتهما وفشلهما في إيجاد الحلول.

تشلسي واصل إغلاق منطقته الخلفية باستماتة على الكرة، رغم فقدانه صمام الأمان والقائد جون تيري، والاعتماد على الهجمات المرتدة، فيما تقمص بايرن ميونيخ شخيصة برشلونة في الاستحواذ على الكرة وشن أكثر من 42 هجمة «فاضية» لا طعم لها ولا رائحة لأن ثلاثي خبراء الفريق غوميز وريبيري وروبين تفننوا في إضاعة الفرص، كأنهم لم يلعبوا كرة قدم في حياتهم، ولم يتعلموا مما حدث مع برشلونة أعظم فريق في العالم، الذي لعب بكامل جبروته وقوته الضاربة من دون أن يتمكن من إحداث ثغرة في حوائط صد البلوز الاسمنتية التي يبدو أن «رشاشات» الماء لا تخترقها.

والشيء الوحيد الذي نجح فيه البايرن هو منع هجمات تشلسي المرتدة من إصابة مرماهم، حتى جاءت الدقيقة 83 التي تلقى فيها الفريق الألماني هدية مجانية عندما سجل مولر هدف الفوز من خطأ للحارس بيتر شيك، وبعد تعادل «البلوز» بهدف رأسي لدروغبا رفض الفريق هدية أخرى من ضربة جزاء أضاعها روبين، كأن عباقرة صناعة سيارات «المرسيدس» قد أصيبوا بحالة من الجنون، وقلة التركيز والغياب الذهني.

ومن سوء حظ جمهور البايرن وجميع المشاهدين ذهبت المباراة إلى مزيد من الملل في شوطين إضافيين، هبط فيهما الأداء الى أدنى مستوى، حتى اختارت ضربات الترجيح الإنجليز لاحتضان الكأس تاركة الألمان يكتوون بنار القهر والغيظ، وأنا بصراحة كنت منهم، لأنني لم أتوقع ان يصل جنون كرة القدم الى هذا المستوى، بأن يتأهل فريقان أحدهما سادس الدوري، والثاني تمزقت شباكه امام بطل ألمانيا بتلقيه خماسية لا تنسى في نهائي الكأس، وذلك على حساب عملاقين مثل برشلونة وريال مدريد كانا سيحبسان أنفاسنا لو خاضا النهائي. والغريب في الأمر ان نهائي الدوري الأوروبي الذي يفترض أن مستواه «صف ثانٍ» بعد دوري الأبطال، الذي جاء اقوى فنياً وأكثر متعة لعشاق كرة القدم وشهدنا خلاله سطوع نجم اتليتكو مدريد فالكاو والمدرب سيمون، في المقابل كتب لقاء «اليانز أرينا» النهاية الحزينة لشلة من النجوم مثل روبين والمدرب المخضرم هاينكس.

وكل ما أخشاه عودة الأداء الدفاعي الممل، بعد أن انتهينا منه في عام 2006 عندما توجت إيطاليا بطلة للعالم، ونال نجمها كانافارو المدافع افضل لاعب، ثم استبشرنا خيراً بالكرة الشاملة في مونديال 2010 التي مثلها في النهائي إسبانيا وهولندا.. والآن أيدينا على قلوبنا كجماهير في أمم أوروبا 2012 من تسلل مدرسة الدفاع مجدداً.

http://twitter.com/#!/ahmad6663

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر