كل يوم

لم يغب زايد

سامي الريامي

سبع سنوات مضت على رحيل مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومع ذلك لم يغب زايد يوماً عن قلوب أهل الإمارات جميعاً، لا تمر ساعة أو أقل منها، ولا يرد ذكره في بقعة من بقاع الوطن، أو في مجلس من المجالس، ولا يمر يوم من دون أن نشاهد له حديثاً مسجلاً، أو صوراً محفورة في الأعماق أو في المنتديات أو عبر الأجهزة والمواقع، ولا يمر موقف من المواقف إلا ويكون زايد حاضراً بفكره أو ذكراه، إنها حقيقة ساطعة لا تحتاج إلى برهان أو دليل، لقد رحل زايد عنا بجسده فقط، لكنه موجود في قلب كل مواطن، وروحه لم تفارق الدولة، ولن تفارقها مهما تواترت الأيام والسنون.

زايد لم يكن زعيماً فحسب، بل كان والداً ومربياً وقائداً استثنائياً سبق عصره بسنوات طويلة، كان رائداً عربياً وإسلامياً، صاحب مواقف شجاعة ومتوازنة وواقعية، إنه من فئة القادة العرب والمسلمين الذين تركوا بصمات بارزة وملموسة ليس في العصر الحديث فقط، بل على مستوى كل العصور التاريخية القديمة والحديثة، وحتى المستقبلية.

ترك بصماته، لأنه كان موهوباً من الله عز وجل، فقد وُهب الحكمة والرؤية المتبصرة، وامتلك ذكاءً وفطنة جعلاه يستطيع دائماً وطوال فترة حياته أن يدير المواقف الصعبة بكفاءة وفاعلية، ويستطيع تقريب المواقف، ومعالجة الخلافات بكل أريحية وذكاء، وهذه الصفة المميزة في شخصية زايد أصبح يفتقدها الوطن العربي والإسلامي، خصوصاً في مثل هذه الظروف الصعبة التي تجتاح العديد من دوله.

لقد فقد العالم العربي برحيل زايد قائداً شجاعاً فذاً، وحكيماً كريماً عزّ نظيره في عالم أكثر ما يحتاج إلى قائد مثله في ظروف حافلة بالتحديات والصعوبات التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية.

مسيرة زايد وحياته تعدان نموذجاً تاريخياً فريداً من نوعه، حافلاً بالعطاءات غير المحدودة ، فالجميع يعرف كيف بذل زايد الجهد والمال، من أجل بناء الدولة، ورخاء المواطن الإماراتي، وتحولت في عهده الإمارات من مدن صغيرة متواضعة إلى دولة متكاملة بطابعها الحديث، وعمل بعدها على توحيد الصف العربي ودعم ومساندة كل محتاج في كل بقاع الأرض.

لقد أحبّ الشيخ زايد شعبه حباً كبيراً، فأحبه شعبه حباً كبيراً، يكفي أنه صنع لهم دولة حديثة، ووحّد شعوباً مختلفة، وأرسى دعائم أول دولة عربية موحدة انصهر فيها جميع أبنائها، بعدما ذابت في ثناياها سبع إمارات.

مع بزوغ يوم التاسع عشر من رمضان، تمر في خواطر مواطني الإمارات لحظات عصيبة يستردون معها ذكرى رحيل القائد والمؤسس والوالد، يستردونها كلحظات توقفت عندها عقارب الساعة، لكنها لم تستطع بمرورها ومرور الأيام أن تأخذ منهم ولو لحظات بسيطة من عهد زايد، فهو شخصية خالدة بكل صفاته ومناقبه ومواقفه وذكرياته، وسيظل شعب الإمارات يراه في خليفته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فهم الأمل وهم السلوان.

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر