فنجان قهوة

«لا تخبّر ربعك»

حسن طالب المري

تأهل المنتخب الأولمبي إلى الدور الثاني للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات أولمبياد لندن ،2012 على حساب نظيره السريلانكي، نتيجة أسعدتنا جميعاً بفضل الجهود الطيبة لأعضاء الجهازين الفني والإداري، ومعهم أداء لاعبينا الأبطال الذين توجوا تلك الجهود باقتناص بطاقة التأهل، بعدما شربوا «الشاي» السريلانكي 10 مرات، وألف عافية و«عقبال» الوصول إلى لندن.

وفي ظل هذه الفرحة، يجب ألا ننسى حقيقة أننا خضنا مباراتين أقرب إلى اللقاءات الوديّة، لأنه بصراحة «الجماعة السريلانكيين» لم يكونوا بالفريق القوي أبداً و«بالعشرة»!.

هدف اللاعب الإسباني «يستي» محترف فريق الوصل في مرمى العين خلال مباراة الفريقين قبل نهائي كأس المحترفين من نقطة «السنتر»، فيما لاعبو الزعيم يحتفلون بهدفهم الأول في شباك الفهود، جاء وفقاً للتعديل الأخير للـ«فيفا»، ما جعل المتابعين في حيرة من أمرهم من صحة الهدف أو عدمه، واختلف معظم المراقبين تقريباً حول ذلك، لكن في رأيي الشخصي أن تسجيل الهدف بهذه الطريقة تحسب ليستي أولاً، ولذكائه ولإلمامه بالقوانين وتعديلاتها، و«ياليت ربعنا يستوون مثل يستي»، على الأقل في جزئية معرفة القوانين!

يحظى بعض اللاعبين المميزين بكثير من الدلال والمحاباة على حساب لاعبين آخرين، حسب رؤية بعض المسؤولين عن الفرق، ابتداء من تنفيذ كل طلباتهم المعروفة والخفية عن بقية اللاعبين، وبسياسة «لا تخبّر ربعك»، التي يتمسك بها بعض الإداريين من زمن الهواية.

ويوميات اللاعبين فيها المضحك والمبكي، فهي فتبدأ بـ«رقاد» الصبح والاستيقاظ عصراً للتمرين، فالوصول للنادي وقيام بعض العاملين بالجري خلفهم، أحدهم يحمل الحذاء والآخر ملابس التمرين، وبالطبع ابتسامة إداري الفريق لتعديل «مزاج» بعض اللاعبين قبل التمرين.

أما بعد انتهاء التمرين، فليس لدي أفضل من كلمة «انتشروا»، فأينما تذهب تجد أمامك بعض اللاعبين في «المولات»، وأماكن تقدم «الشيشة»، و«اللف» في الشوارع بالسيارات الفارهة إلى آخر الليل، تحت بند «حريّة شخصيّة»، كما يردد كثير من اللاعبين.

أما عندما يخطئ أي من هؤلاء اللاعبين، فالكل يبحث له عن أعذار ومبررات، وأعذارهم دائما تقبل من قبل إدارييهم، حتى لو أخطأ في حق أحد مسؤولي النادي، فالأمور «طيبة»، اعتذار بسيط «بالموبايل»، وانتهت «السالفة»،

أما لو حدث خطأ إداري بسيط في قسم الحسابات في النادي، أو تم خصم أو تأخر مكافأة الفوز، فالدنيا «تقوم ولا تقعد».

ومن العادات المعروفة لفئة اللاعبين «المميزين» أيضاً، استخدام سياراتهم الخاصة، وعدم الالتزام بركوب حافلة اللاعبين أثناء التنقل للمباريات، بحجج مختلفة، وأيضاً استخدام ملابس مختلفة عن بقية أفراد الفريق، وهنا لا توجد أي مشكلة، لأنك لاعب «مميز»، وهذا يكفي لتخالف كل القوانين.

أنا لا أريد أن أظلم كل اللاعبين، فهناك لاعبون قمة في الأخلاق والتعامل الراقي، وفي بعض الأحيان أفضل من إدارييهم، ونوعيّة هؤلاء اللاعبين لا يعرفون التعامل مع نوعيّة «لا تخبر ربعك»!

آخر كلمة: صدور حكم قانوني أولى أن يحترم من قبل من ينفذ القانون.

hassan_almarri@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر