منكم السموحة

لا تقيلوا كاتانيتش

أحمد أبو الشايب

في هذه المرحلة المهمة والحساسة في تاريخ الكرة الإماراتية، وبعد الصدمة التي تلقاها الشارع الرياضي نتيجة الإخفاق والخروج المبكر من الدور الأول في نهائيات كأس أمم آسيا، في وقت كنا نبحث فيه عن موطئ قدم على خارطة الكرة العالمية، لابد ان نفكر بحكمة وموضوعية وبرؤية رياضية عقلانية، بعيداً عن العواطف او محاولة البحث عن «كبش فداء» لامتصاص غضب الجمهور، بل نتأنى في دراسة الأسباب بهدف ايجاد الحلول الملائمة قبل بدء المشاركة في تصفيات كأس العالم المقبلة المقررة في البرازيلي .2014

وضع رأس المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش على مقصلة الإقالة قد يهدئ من ثورة المنتقدين للأبيض ويخدر موضع الألم لفترة زمنية معينة، لكن لن يعالج المشكلة الحقيقية التي تتعلق بجملة أسباب حصرناها في «الإمارات اليوم» في سبع نقاط بارزة، من خلال جمع ما تناوله المحللون والخبراء في وسائل اعلام مختلفة، ثم طرحناها للنقاش مع الشارع الرياضي على حلقات في اسئلة تحتمل الصواب والخطأ.

والنقاط السبع هي: العقم الهجومي وغياب رأس الحربة القادر على ترجمة الهجمات التي سنحت بكثافة للمنتخب في مبارياته الثلاث امام كوريا الشمالية والعراق وايران، التي اتفق عليها الجميع، والروح القتالية، والمقصود بها نسبة العطاء داخل الملعب، والتي غالبا ما يتحملها المدرب في التهيئة النفسية للاعبين، أو طلب حلول لها من اتحاد الكرة، ثم المدرب، ونظام الثواب والعقاب داخل اسوار المنتخب، والجانب الإداري، وضعف المسابقات المحلية وغلق باب التجنيس لصالح المنتخب.

وإذا اتضح ان المدرب كان جزءاً من الخسارة، وفشل في ادارة المباريات وقراءة الخصوم أو اختبار التشكيلة المناسبة للمباراة الأخيرة امام ايران، او تغاضى عن استدعاء عناصر افضل من القائمة التي سافرت الى الدوحة، فإن الأسباب الأخرى ستبقى حاضرة وبحاجة الى اخذها بعين الاعتبار حتى نضمن اداء تصاعدياً لكرة الإمارات، وتكون قريبة من نظرائها الآسيويين الكبار مثل اليابان وكوريا الجنوبية اللذين قدما اداء مبهراً يوم امس، يضاهي اكبر المنتخبات العالمية، فضلاً عن اوزبكستان التي تطورت بشكل سريع وباتت من الأرقام الصعبة في القارة على الرغم من حداثة عهد الدولة التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي في عام ،1992 ولا يوجد لها اي انجازات حتى الآن، وسبق للإمارات ان تفوقت عليها وهزمتها.

لست هنا في مقام الدفاع عن كاتانيتش، ولا يعنيني المدرب من بعيد او قريب، ولا تمتني اي علاقة شخصية به، لكن للأمانة، ومن وجهة نظري البسيطة، فإن الإقالة ستزيد من اعباء الكرة الإماراتية، خصوصاً ان عقده ينتهي في شهر يونيو المقبل، وتسريحه في الفترة الحالية سيضع اتحاد الكرة امام مشكلات مالية بدفع الشروط الجزائية في العقد، كما ان الحاجة إلى المدرب في المرحلة المقبلة معدومة كونها خالية من المشاركات الرسمية للمنتخب، لذلك لابد من الإبقاء على كاتانيتش حتى انتهاء فترة عمله رسمياً ثم التفكير في الحلول.

واذا سوئلت بعد انقضاء الأشهر الخمسة المتبقية، فأنا مع حلول المدرب الوطني الذي اصبح الماركة الرائجة في أكبر المنتخبات في العالم التي حققت الإنجازات في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها منتخب مصر مع حسن شحاتة، ومنتخب الجزائر مع رابح سعدان، ومنتخب اسبانيا مع دل بوسكي، ولا ننسى منتخب الإمارات الأولمبي مع مهدي علي.

sheybbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر