منكم السموحة

أمم آسيا.. يا عرب

تُرى، كيف سيكون شكل المنافسة في بطولة أمم آسيا التي تنطلق في الدوحة خلال أيام؟ ومن المنتخبات التي ستتجاوز ضربة البداية وتبدأ ببناء طموحها في الصعود إلى الدور الثاني حاملة معها حلم المنافسة على اللقب؟ ومن الذين سيعودون إلى ديارهم بـ«خُفيّ حنين»، يجرون أذيال الخيبة، ويتحاشون النظر في وجوه الآخرين، أو معلنين أن فرصة الظهور في العرس القاريّ شرف مروم لا يمكن أن يحاججهم فيه أحد؟

ربما لم ينتبه العرب إلى أن أهمية البطولة لا تكمن في مرتبتها عالمياً، كونها المفضلة في آسيا بعد المونديال، وإنما ستتخذ المنافسة شكلاً آخر، بما ستخلفه من قهر وندم ينتاب المنتخبات التي ستودع من الدور الأول، كونها ستجد نفسها قد أضاعت فرصة فريدة لا تتكرر إلا كل أربع سنوات، فضلاً عن ميزة هذه النسخة التي تعود إلى البلاد العربية بعد غياب 10 سنوات، وتحتضنها الدوحة بوجود ثمانية منتخبات عربية من أصل 16 منتخباً مشاركاً، أي بنسبة 50٪ من المشاركين، لتتخذ المنافسة الشكل العربي والخليجي والآسيوي في آن واحد.

ويزداد التنافس على بلوغ المباراة النهائية، ويبلغ ذروته، مع رغبة 10 منتخبات في عدم التنازل عن تقبيل الكأس الآسيوية، خصوصاً اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، ممثلي آسيا في نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا ،2010 ثم السعودية، وهي أكثر الدول العربية وصولاً إلى النهائي الآسيوي، ونالت اللقب ثلاث مرات، ثم الكويت بطلة الخليج وغرب آسيا، الباحثة عن استعادة أمجادها كأول منتخب عربي يفوز بالكأس عام ،1980 والعراق حامل لقب نسخة ،2007 وقطر مستضيفة الحدث، والإمارات التي أعدّت فريقاً ناضجاً بعد تعب وجلَد وإصرار على تأمين قاعدة قوية يرتكز عليها المنتخب الوطني، وهي مستعدة الآن لجني الثمار، وتدخل أيضاً في الحسابات إيران.

وأمام القدرات الفنية العالية لعمالقة آسيا، ستجد المفاجآت مكاناً بين المنتخبات الستة الأخرى التي تتسلح بالروح المعنوية العالية، وتطمح إلى عمل شيء يسعد جماهيرها، مثل منتخب الأردن الذي يرغب في تكرار إنجاز مشاركته الأولى عام ،2004 والمنتخب السوري العائد بعد غياب 15 عاماً، والبحريني الأسرع تطوراً على الصعيد الخليجي، ثم الصين وأوزبكستان، والهند الحلقة الأضعف في المجموعة الثالثة، بل في كل المجموعات.

ولعل اختلاط هذه الرغبات، ومزجها بكم اللاعبين المحترفين الذين سيمثلون منتخبات بلادهم، وتطور الاحتراف المتسارع في آسيا خلال السنوات الثلاث الماضية، سينعكس على شكل الصراع وقوته، ويجعله يتجه نحو «القوة البدنية»، و«الجمل التكتيكية»، ولمسات المدربين، أكثر من المهارات الفردية، وذلك لإيجاد الحلول المناسبة لحسم نتائج المباريات.

وفي إطار هذه الصورة التي ستتركها أمم آسيا في ذاكرة المشاركين، لابد أن تركز المنتخبات المشاركة، خصوصاً العربية منها، على الاستفادة من الخبرات التي ستكتسبها، وتحجز مكانها على مستوى القارة التي ستعلن ولادة شكل جديد لكرة القدم الآسيوية، لتؤكد مقولة «آسيا مستقبل كرة القدم».

sheybbb@yahoo.com

 

تويتر