رؤية

الأزمة المالية.. ثم النفطية

نجيب الشامسي

ما إن ارتفعت أسعار النفط خلال السنوات الخمس الأخيرة، وسجلت أرقاماً تصاعدية وصلت إلى نحو 147 دولاراً للبرميل الواحد، عوضت الدول النفطية، ومنها دول المجلس، خسائرها الكبيرة نتيجة تراجع الأسعار، واستطاعت من خلال هذا الارتفاع معالجة عجز الموازنات الحكومية الذي استمر سنوات طويلة، بدءاً من منتصف الثمانينات، حتى جاءت الأزمة المالية العالمية 2008 لتكسر ذلك الارتفاع، وتؤكد لأصحاب القرار الاقتصادي في دول المجلس أن الاعتماد على مصدر واحد للدخل أمر في غاية الخطورة. فقد تراجعت الأسعار لتصل إلى 35 دولاراً للبرميل، وهنا تتأكد نظرية العالم الجيولوجي هوبرت، الذي كان يعمل في إحدى كبريات شركات النفط الأميركية، أن «إنتاج النفط وأسعاره وصلت إلى الذروة، وأن العصر الذهبي للنفط قد انتهى تقريباً، بعد أن استمر هذا العصر 100 عام»، ويشير في كتاب له إلى أن إنتاج النفط وصل إلى ذروته في الفترة ما بين عامي 2004 و،2008 ثم بدأ في الانكماش، ولن يستعيد نموه مرة أخرى أبداً! وتنبأ هذا الخبير الجيولوجي عام 1956 بأن إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيصل إلى ذروته في أوائل السبعينات، ثم يبدأ في الانخفاض، وقد وصل فعلاً إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى ذروته عام ،1970 وبدأ انخفاضاً، مؤكداً نظرية هوبرت. إن التراجعات الحادة في أسعار النفط بسبب أزمات عدة تعرضت لها الساحة النفطية، وآخرها الأزمة المالية تؤكد أن العصر الذهبي قد أفل، حتى لو تحسنت الأسعار أخيراً بسبب المضاربات على النفط، وفي ما إذا لم يتحسن الطلب الفعلي من قبل اقتصادات عالمية تسجل تراجعاً في نموها بسبب الانكماش الاقتصادي الذي تعرضت له اقتصادات العالم، فإن الطلب العالمي سينخفض أيضاً، فما الاستعدادات التي قامت بها الإمارات ذات الاقتصاد الريعي لمواجهة مرحلة صعبة؟ وكيف حال اقتصادنا ومجتمعنا إثر تلك الصدمات والأزمات المتكررة؟

 alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر