أقول لكم

محمد يوسف

انتظرنا شيئاً من باراك أوباما، كثيرون منا ظنوا أن السياسة الأميركية ستنقلب رأساً على عقب، بعد أن انتُخب هذا الشاب المتحمس وصاحب الشعبية التي قلّ نظيرها منذ عهد جون كينيدي في بداية الستينات، وهو أيضاً اعتقد أنه قادر على استدعاء المعجزات وصُنع ما لم يُصنع، ولكنه لم ينجح. السنة الأولى رئاسة لباراك أوباما لا ترقى إلى ذلك المستوى الذي يمكن أن يوصف بأنه ناجح، هو نجح في الفوز على هيلاري في الانتخابات الحزبية، وجلست هيلاري أمامه لتدير السياسة الخارجية، وهو نجح في الفوز على منافسه الجمهوري، لكن الجمهوريين يحيطون به في أهم مواقع إدارته، وهو نجح في إطلاق الوعود لشعبه، فإذا بالوعود تسقط الواحد تلو الآخر، ويبلع السيد الرئيس كلماته الرنانة، ويتراجع عن التنفيذ بحجج واهية، والاقتصاد الأميركي يزداد سوءاً، والبطالة ترتفع معدلاتها، والبنوك مازالت تعلن إفلاسها، ومشروع الضمان الصحي متوقف عند خسارة صوت الترجيح في مجلس النواب، وخسارة المقعد الذي كان ديمقراطياً طوال نصف قرن في أول انتخابات تكميلية تتم في عهده، أصفار تتجمع، ومأزق الحرب وآثار الفوضى البوشية الخلاقة مازالت هي المسيطرة على الواقع، والرئيس المتحمس يطفئ حماسه، وتتحول أفغانستان إلى مستنقع استجداء بعد أن فشلت سياسة الإقصاء وكسر العظام، وكذلك في العراق، مازالت نظرية الاجتثاث هي السائدة، وصاحبنا الشاب يستنزف حتى تجمد في مواجهة الأحداث، والدولة العنصرية الوحيدة في العالم تعيش على حساب الحق والعدل والإنصاف، وتتوسع سياسة التمييز الديني والعرقي فيها، والرئيس الأول لما يُقال إنه اللون الجديد لأقوى دولة في العالم يؤجل كل شيء، يؤجل البت في وضع نهاية لأسوأ سجن على وجه الأرض، ويؤجل النظر في مستقبل الحربين اللتين يخوضهما، ويعلن عجزه عن تجهيز طاولة اجتماعات تلم شمل أطراف قضية الدهر فلسطين، وكانت النتيجة بحق «رسوباً» في امتحان السنة الأولى لرئاسة باراك أوباما.

myousef_1@yahoo.com

تويتر