وداعاً ..2009 أهلاً 2010!

صلاح بوفروشة الفلاسي

ساعات وثوانٍ معدودة ونودّع هذا العام الذي مرّ سريعاً وكأنه ضيف عابر، لم نشعر بهِ إلا وهو يصافحنا مودعاً! كثيرة هي الأحداث والمواقف فرحَ فيها من فرح وأدمعت أعين من هامَ وحيداً، وبين لحظة وأختها تتفتح أزهار الأيام، قد يفوح من بعضها عطر، بينما الأخرى ترمقك بأشواك وأنت تحسب أن جمالها يناديك وحدك!

هل سنستطيع إغلاق الحساب الختامي لحياتنا بهذا العام دون عجز يذكر؟ هل سنستخلص من المواقف الصعبة الدروس والعبر حتى لا نقع فيها من جديد؟ هل سنتمكن من المضي سريعاً وتجاوز محن الحياة مع بزوغ شمس العام الجديد؟ أم إننا سنفكر جدياً في وضع خطط وأهداف للأجيال المقبلة، نضمن من خلالها الرفاه المستمر؟

أحياناً يكون الإفراط في التفاؤل ضرباً من الجنون، لاسيما إذا ساق القدر - لا سمح الله - إليك نبأ وفاة قريب أو عزيز بخطأ طبي في تشخيص أو علاج لم يُقدر لك لتحصل عليه، فيكون الثمن حياة طفل أو شاب وربما شيخ كبير، وهنا استدرك الرجاء من الخالق - عز وجل- أن لا يسوق مخلوقاً في السنة المقبلة إلى طبيب قد يجهل أن ما يطفح على الجلد هو مرض نادر!

باب آخر أتمنى أن يوصد في الأعوام المقبلة، باب يفتح ضفّتيه لأطفال لم تكن براءتهم قادرة على أن تقف في وجه ذاك الأب المشغول وتلك الأم النائمة، ولكن سأمنح هؤلاء فرصة الرسم على جدران الحياة، وسوف اقرب الجميع لمشاهدة حقيقة الانشغال والنوم، حتماً لن يكون ذلك في العام المقبل، لذا سأعطي أصحاب الشأن موعداً لمراجعة أفئدتهم قبل عقولهم فقد يجدون الفلذة التي قُدر لها الحياة بين الانشغال والنوم العميق!

نحن نؤمن في أن اقصر الطرق تؤدي إلى اختصار الزمن، فهل نستطيع أن نقنع ذاك الشاب الذي يضع جل تفكيره في قيادة مركبة بسرعة جنونية، توصله إلى الآخرة بسرعة لا تفصله بينهما إلا ثانية متهوّرة، تدفعه بسرعة فائقة لا يحتسب بعدها إلى أم مكلومة وأب سرقت فرحته بفعل فاعل!

قد لا أستطيع قبل بزوغ شمس العام الجديد أن أحصي عدد الأبواب التي نحن بحاجة إلى إغلاقها، ولكني اعتقد أن الجميع متفق على وجود أبواب عديدة تقلقنا دوماً، ولكن رتابة الأيام تفضي بنا إلى مساحات شاسعة من الأبواب، التي ما أن تفتح إحداها إلا أوصلتنا إلى أبواب من القلق! وهذا الأمر في تصوري المتواضع لن ينال من القادرين على مواجهة الأزمات - الذين لا يتحدثون كثيراً - فهي أرض خصبة لخروج الأفكار النيرة، التي تقودنا إلى رحابة المستقبل واستشراف فرص العيش الهانئ لنا ولمن سيأتي من بعدنا.

تعجبني العبارة التي استشهد بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم - رعاه الله - في كتابه المتفائل بالمستقبل القريب البعيد «رؤيتي» التي قال فيها.. لا يهم إن كنت أسداً أو غزالاً، فمع إشراقة كل صباح يتعين عليك أن تعدو أسرع من غيرك، حتى تحقق النجاح.

alfalasi.salah@gmail.com

تويتر