من المجالس

عادل محمد الراشد

لليوم الثاني، يواصل مؤتمر الموارد البشرية والتنمية في دول الخليج العربي نكأ جرح الخلل في الواقع السكاني، بدول المنطقة على وقع التنمية وسوق العمل الذي ذهب بعيداً في الفصل بين مفهوم التنمية ومستقبل هوية المجتمعات الخليجية. ولم يكن نكأ الجرح على طريقة إثارة ونزف أو تهييج ألم، ولكنه كان بهدف ايجاد وسيلة للعلاج وطريقة لمنع اتساع حجم الجرح، والمساعدة في وضع بداية لوصفة علاج.

بعد اليوم الأول الذي طغت فيه الأرقام والإحصاءات الصادمة عن حجم العمالة المواطنة بالمقارنة بالعمالة الأجنبية، جاءت أوراق عمل اليوم الثاني لتضغط بقوة على بوصلة التنمية الاقتصادية في المنطقة التي جنحت كثيراً، على الرغم مما حققته من إنجازات، عن الاهتمام بخصوصية مجتمعات الخليج، وتجاهلت ثقافتها، وأخطأت في مرات كثيرة الاختيار، وقللت إلى حد كبير من خطورة ترجيح كفة الأرباح الأخرى على حساب الذود عن هوية وخصوصية المجتمعات العربية في الخليج. وكأنما كان ذلك استسلاماً من الكثير من الخطط الجارية لمنطق السوق ومتطلباتها على حساب منطق المجتمع واحتياجاته الخاصة بثوابته ونسقه القيمي والثقافي.

ولا يغيب ما حققته تنمية الموارد البشرية في دول الخليج العربي من قفزات وإنجازات، لكن لا يخفى كذلك الكثير من التخبط وسط عمليات التجريب والوقوع في عقدة الآخر، والشعور بالدونية إلى درجة لا تزال فيها مؤسسات التعليم العام والعالي تتنقل بين تجربة وأخرى، وأسلوب وآخر، وفكر وآخر. وقد كان هذا الهاجس جلياً في ورقة تركي الدخيل الذي حذّر من خطورة أن يتقن الطلاب المواطنون اللغة الإنجليزية، وهم غير متمكنين من العربية. وكان أكثر وضوحاً في كلمة الدكتورة ابتسام الكتبي التي أكدت أن لا تنمية بشرية بلغة سكان أهل البلد، وذكّرت بأن التعليم في الإمارات غاب عنه تنمية الإنسان لمصلحة حاجة السوق.

 

Adel.m.alrashed@gmail.com

تويتر