الانتقاد ممنوع

لو أنني قرأت التصريح أو البيان الذي أدلى به الرجل الثاني في صحيفة واحدة لتوقعت أن المعنى لم يتم توصيله للقارئ بصورة صحيحة! وكما جرت العادة في أن نتهم الصحافي بأنه لم يكن أميناً في نقل المعنى كما هو، بل أضاف إليه الكثير من الإثارة، ولكن بعد التأكد من أنه تم التعمد بالتصريح في جميع الصحف، فهنا لابد من الاستغراب! خصوصاً في اتحاد عودنا على أن لا نمانع من تقبل النقد والرأي الآخر، وكثيراً ما دعى الى مؤتمرات صحافية مفتوحة لكي يبين أنه لا غضاضة من الاستماع لآراء الآخرين حتى لو لم يتم الأخذ بها.

الخوف الكبير من أن الاجتماع المغلق، الذي تم في أحد الفنادق للاتحاد للبت في قضية معينة بعيداً عن أعين الصحافة، هو المؤشر الذي لابد أن نستدل به للسياسة الجديدة في التعامل مع الإعلام والرأي الآخر. وعندما نتوقع من الاتحاد المنتخب أن يراعي حقوق مساهميه بجميع أطيافهم من أندية واعلام وجمهور، وكل من له علاقة باللعبة، فنحن لا نطالب بالمستحيل أو بشيء خارج نطاق المنطق، بل نحن نطالب بأبسط حقوق المساهم في هذه المنظومة التي ارتضينا لها أن تكون ديمقراطية في ظل ثقافة الاعراف التي تعايشنا معها بسلبياتها وايجابياتها على السواء.

ولكن الظاهر أن الاخوة المنتخبين يرون عكس ما نرى في شأن الديمقراطية التي أوصلتهم إلى موقع المسؤولية! وباتوا يعتقدون بأنهم أوصياء على الجميع، ولا يرضون بأبسط حقوق الديمقراطية، التي تتمثل في إبداء الرأي سواء بالنصح أوالتوجيه أو النقد الذي تبين لنا مدى حساسية الاخوة تجاهه لدرجة التشكيك في أهلية المحللين والمنتقدين، والمطالبة بتقديم السير الذاتية لهم كأعضاء اتحاد بدلاً من تقديمها للجهات التي وضعت ثقتها بهم كقنوات أو صحف أو مختلف الوسائل الاعلامية.

وعلى الرغم من أنني لم أصل بأية حال من الأحوال لأكون محللاً فنياً، ولا أملك السيرة الذاتية التي تؤهلني لذلك، فإنني لا أقبل أبداً أن يقوم أي من الاعزاء بأي حجر على آرائي كواحد من الشريحة الأكبر من المساهمين المتمثلة في الجمهور الذي ننطلق جميعنا من قاعدته، وبالتالي لا أرضاها على أي من الاعزاء المحللين الذين يمثلون هذه الشريحة من المساهمين.

وكم تمنيت من العزيز الذي طالب المحللين بإبراز سيرهم الذاتية قبل انتقاد المدرب أن ينشر لنا السيرة الذاتية الغنية التي يتمتع بها هذا المدرب بعيدا عن مغامراته مع سيشل الشهيرة بسياحتها وشواطئها الجميلة، أو فرنسا الشهيرة بدوريها القوي الذي يعد في المرتبة الخامسة اوروبياً.

وأخيرا، يكفي جميع المحللين أن الاتفاق على أن المدرب المذكور أقل بكثير من طموح المنتخب جاء تأكيده صراحة من أهم رئيس اتحاد مرّ على الكرة الاماراتية وقت وصولها لكأس العالم، والذي عايشنا في فترته الكثير من المدربين العالميين الذين لن نشاهد مثيلاً لهم، كما يتبين لي من قبل الاتحاد الحالي لثقته الكبيرة بمدربه العظيم.
وسامحونا اخواني الاعزاء ان اعتبرتم كلامنا انتقاداً غير مؤهلين له.

 

arefalawani@hotmail.com

تويتر